الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حصل لك ولأمك المتوفاة أجرُ هذه الصدقة الجارية

السؤال

تصدقت بثلاجة ماء بارد لمسجد في بلدي(كصدقة جارية لوالدتي المتوفاة) وذلك منذ ثمانية أشهر، ولكن للأسف لم يتم تركيب الثلاجة حتى الآن بالمسجد لقصور من إدارة المسجد. وسؤالي هو هل يصل الثواب والدتي رحمة الله عليها؟ ومن متى يحسب الأجر ؟ من وصول الثلاجة للمسجد أو بعد أن يتم تركيب الثلاجة؟ وهل إدارة المسجد آثمة على ذلك التأخير ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلعل لإدارة المسجد عذراً في تأخير تركيب الثلاجة هذه المدة، فإن لم يكن لهم عذر فهم مقصرون بلا شك، ولم يكن ينبغي لهم هذا التأخير لما فيه من الإضرار بالمسلمين، وتأخير انتفاعهم بهذه الثلاجة.

وأما أنت فقد حصل لك أجرُ برك بأمك، وحصل لأمك أجرُ هذه الصدقة، فإن الإجماع منعقدٌ على أن الميت ينتفع بالصدقة عنه، قال في تحفة المحتاج: ( وَيَنْفَعُ الْمَيِّتَ صَدَقَةٌ ) عَنْهُ وَمِنْهَا وَقْفٌ لِمُصْحَفٍ وَغَيْرِهِ وَحَفْرُ بِئْرٍ وَغَرْسُ شَجَرٍ مِنْهُ فِي حَيَاتِهِ أَوْ مِنْ غَيْرِهِ عَنْهُ بَعْدَ مَوْتِهِ. انتهى.

وأما كيفية حساب ذلك الثواب، وهل يجري على أمك من وقت الصدقة بالثلاجة أو من حين الانتفاع بها، فمرد علم ذلك إلى الله عز وجل، ولكن فضل الله عظيم، ورحمته واسعة، ولطفه بعباده مما لا حد له، وحسنُ الظن به تبارك وتعالى أن يجعل لك ولأمك الثواب موفرا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني