الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علق بالجبن شيء فأكله الطفل فمات فهل على أمه كفارة

السؤال

تكفون: أريد أحدا يفتيني في أمي، أخي توفي بين يديها، والحادثة قبل أيام أزمة الخليج، وهي ليس لها ذنب، لكنه كان يأكل جبنة مثلث وسقطت على الأرض والتهمها، والظاهر أنها لزقت فيها حصاة أو قصديرة الجبن وغص منها وغاب عن الوعي وكان عمره سنتين، ولما ذهبت به إلى المستشفى وجدوا أنها سدت القصبة الهوائية وبالتالي: سحبوها وأنسد الأوكسجين عن المخ فقعد بالمستشفى سنتين وتوفي أيام الأزمة الخليجية، وهي الآن مريضة بالسكر وكبيرة في السن وفيها الرعاش، لكن يشغل بالها الموضوع، تقول أخاف أن يكون علي ذنب وأنا لا أدري، فياليت تفتونا، هل يجب عليها صيام أو شيء من هذا القبيل؟ وهل يدخل في ناحية الإهمال، بالرغم أنها لم تكن غافلة عنه؟ ولكم فائق الإحترام وجزيل الشكر أحبتنا في الاسلام وشيوخنا الكرام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى لأمك الشفاء من كل داء وأن يجعل هذا الابن فرطاً لها وشفيعاً يوم القيامة يأخذ بيديها حتى يدخلها الجنة، وأما الحكم في مسالة موت هذا الطفل، وما إذا كان على أمك شيء في ذلك أم لا؟ فنقول فيه، إن الأصل في أكل هذه الجبنة بمجرده لا يكون سبباً في الموت، وواضح من تقرير الأطباء أن سبب الموت هو ذلك الشيء الذي تعلق بهذه الجبنة، فإذا لم تكن أمك على علم بوجود هذا الشيء فإنها حينئذ لم يكن منها تفريط ولم تتسبب في قتله، وهذا هو الظاهر.

وبالتالي فلا يلحقها إثم -إن شاء الله تعالى- وليس عليها دية أو كفارة، فالحاصل هو أن الأصل براءة الذمة ولا يتقرر شيء من دية أو كفارة قتل الخطإ إلا عن بينة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني