الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الأكل من ذبيحة الكتابي وذبيحة المشرك غير الكتابي

السؤال

نحن نعيش في اليابان ـ وحيث إنهم ليسوا أهل كتاب ـ فنحن لا نأكل اللحم أوالدجاج الذي يباع في المحلات أو في المطاعم، ولكن نشتري من مواقع على الإنترنت ونطبخها نحن في المنزل، ولكننا وجدنا هنا مطعما يقدم وجبة جاهزة يستخدم فيها لحوما ودجاجا مستوردا من أستراليا والدنمارك، فهل يجوز لنا أن نسمي عليها ونأكل منها على أساس أنها مستوردة من بلد أهله أهل كتاب؟ أم لا يجوز لنا ذلك؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنتم في اجتنابكم الأكل من ذبائح أهل اليابان، لأن ذبيحة المشرك حرام إلا الكتابي، لقوله تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ {المائدة: 5}.

ويشترط لحل ذبيحة أهل الكتاب: أن لا يكون الذابح أهلَّ بذبحه لغير الله، فإن سمى عند ذبحه المسيح أوعزيرا أوغيرهما حرمت ذبيحته، قال تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ {المائدة: 3}.

وأن يكون ذبح بطريق الذبح الشرعية، وهي في البقر والغنم والطيور: بقطع الودجين والحلقوم، وفي الإبل: النحر وهو: الطعن عند اللبة.

وبناء على هذا، فإذا كانت اللحوم مستوردة من دول أهل الكتاب ولم يغلب على الظن اختلال الشرطين المذكورين، فإنه يجوز أكل هذه اللحوم، أما إذا اختل شيء من ذلك، لم يجز أكلها.

والأحوط للمسلم أن يقتصر في مثل هذه الحالة على الأسماك وما تيقن من تذكيته من الحيوانات المباحة، لقوله عليه الصلاة والسلام: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. رواه الترمذي والنسائي وأحمد والحاكم.

وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 2437، 1005، 46369 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني