الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من تريد أن تجهض الجنين لتحميه من (ويلات المجيئ للدنيا)!

السؤال

أراسلكم لطلب المشورة، أنا أبحث عن فتوي لإجهاض جنين في عمر حوالي 4 أسابيع. آنا متزوجة من 11 سنة ولدينا 3 أطفال الأول جاء بعد 3 سنوات من الزواج، والثاني بعد الأول 5 سنوات وكان هذا طفل أنابيب نظراً لعدم حصول حمل بطريقة طبيعية، وبعد هذا بسنتين اكتشفت أن زوجي كان يخونني طول الوقت مع بعض النساء الآسيويات وغيرهم وذلك عن طريق المقابلات المباشرة والزنا والمحادثات الإلكترونية عن طريق الإنترنت ولكنه أجاد الكذب والخداع لي ولكل العائلة حيث كان الجميع يضرب بنا مثل الزواج الناجح بينما الواقع كان العكس تماما، وعندها فكرت بالطلاق ولكنه أبدى التوبة والندم واعتذر وحاول التكفير عن ذنبه، وأنا فكرت في نفسي وفي أطفالي وفي عائلتي وبعدها وافقت على إعطائه فرصة وحاولت أن أعيش معه عيشة طبيعية بما فيها الجانب الجنسي الذي أتعذب نفسيا كثيراً أثناءه بسبب الأفكار التي تراودني بشأن ممارسة هذا الشيء مع غيري وأستعيذ من الشيطان ووسوسته لأعود لحياتي الطبيعية، وبعد حوالي 5 أشهر حملت بطفلي الثالث رغم قلة ممارسة العلاقة الحميمة, والآن ابني عمره 6 أشهر واكتشفت أني حامل مرة أخري ولا أعرف هل هذا امتحان من الله عز وجل أم هو حكمة من ربنا ليجعلني أعدل عن فكرة الطلاق التي لم تفارقني حتي الآن بعد مرور حوالي سنة ونصف علي الحادثة، حيث أني فقدت الثقة فيه وفقدت احترامي له ونزلت قيمته في عيني. وفي هذا الوقت أفكر أني إذا استمريت بنفس الشكوك وعدم الاطمئنان معه فالطلاق هو الحل، ولهذا أفكر بإجهاض الجنين لأحميه من ويلات المجيء للدنيا ليجد نفسه في أسرة مفككة وبين أبوين مطلقين يكفيني تحمل مسؤلية 3 أطفال، أبحث عن فتوي لإجهاض الجنين، فأفيدوني أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز إجهاض الجنين ولو كان في مرحلة النطفة على الراجح من أقوال أهل العلم فضلاً عن أن يكون في مرحلة قريبة من التخلق، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 35536. وما ذكرت من كونك تريدين بذلك أن تحمية من ويلات المجيء للدنيا ليس مسوغاً لإقدامك على إجهاضه، وما يدريك أنه إذا جاء إلى الدنيا سيجدكما مطلقين أو أنه سيكون في ويلات، فكل هذا من وساوس الشيطان فعليك بالاستعاذة بالله منه والإعراض عن هذا التفكير، والله عز وجل سيتولى رعاية الأطفال ويسخر لهما من يرعاهما ولو فقدا أبويهما أصلاً.

وإن صح ما ذكرت من أن زوجك قد قام ببضع الممارسات السيئة مع بعض الفتيات من الزنا وغيره فإنه بذلك قد ارتكب كبائر الذنوب وصغائرها، ولكن إن كان قد تاب إلى الله تعالى وأناب فالحمد لله، ولا تتعبي نفسك بالتفكير فيما مضى فإن الشيطان يريد بذلك أن ينكد معيشتك ويفسد عليكما الحياة الزوجية، ومن أكثر ما يفرح الشيطان سعيه في إفساد العلاقة بين الأحبة والتفريق بين الزوجين، روى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئاً، قال ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه ويقول أنعم أنت. قال الأعمش أراه قال فيلتزمه.

ولا يجوز للمرأة طلب الطلاق من زوجها لغير مسوغ شرعي كما هو مبين في الفتوى رقم: 1114، ولكن إن كرهت المقام مع زوجها وخشيت أن يؤدي بها ذلك إلى التفريط في حقه فيمكنها منه في مقابل عوض تدفعه إلهي، وانظري لذلك الفتوى رقم: 40094.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني