الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مقولة (غضب الطبيعة)

السؤال

هل المقولة ( غضب الطبيعة ) صحيحة ؟ هل الجبال و البحار و السيول و البراكين وباقي مظاهر الطبيعة .. تغضب من بني آدم و تؤدي إلى الكوارث ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالطبيعة إنما هي مخلوق من مخلوقات الله ليس لها إرادة ولا اختيار، بل تأتمر بأمره وتخضع لتدبيره وتقديره، قال الله تعالى في السماوات والأرض مبيناً خضوعهما لأمره وتقديره: ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ. {11}، فلا تصح نسبة الغضب أو أثره إلى الطبيعة ولو كان القائل يقول ذلك على سبيل المجاز، لما فيه من احتمال المعنى الكفري الذي يعتقده الشيوعيون الكفار من أن الطبيعة لها تصرف في الكون، وقد سبق الكلام عنهم في الفتوى رقم: 68959.

وعموماً فإن الشارع الحكيم ينهي عن المقولات التي توهم معنى فاسداً، ومن ذلك نهيه للمؤمنين عن أن يقولوا للرسول صلى الله عليه وسلم كلمة (راعنا) وإن كانوا لا يقصدون معنى فاسداً، إلا أنه لما كان اليهود يقولونها على سبيل السب للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام نهى الله عباده عن ذلك، دفعاً للبس والإيهام، وانظر الفتوى رقم: 23171.

وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية: لا يجوز أن يقال ولا أن يكتب (لا زال في عالمنا بعض هبات الطبيعة)، ولو ادعى في ذلك أنه مجاز، لأن فيه تلبيساً على الناس، وإيناسا للقلوب بما عليه أهل الإلحاد، إذ لا يزال كثير من الكفرة ينكر الرب، ويسند إحداث الخير والشر إلى غير الله حقيقة، فينبغي للمسلم أن يصون لسانه وقلمه عن مثل هذه العبارات، صيانة لنفسه عن مشاركة أهل الإلحاد في شعارهم ومظاهرهم، وبعداً عما يلهجون به في حديثهم حتى يكون طاهراً من شوائب الشرك في سيرته الظاهرة وعقيدته الباطنة، ويجب عليه قبول النصيحة وألا يتمحل لتصحيح خطئه، وينتحل الأعذار لتبرير موقفه، فالحق أحق أن يتبع، وقد قال الأول: إياك وما يعتذر منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني