الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة حديث: ما من مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة..

السؤال

أود التأكد من صحة هذا الحديث وإن كان صحيحاً فهل يجوز أن يتذرع الرجل به لينظر إلى عورات النساء. والحديث هو: ما من مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يموت لكن المسلم خلق مفتناً تواباً نسياً إذا ذكر ذكر؟ فإن كان الزوج كذلك فكيف لزوجته أن تنصحه علما أنه لا يقبل منها النصيحة ويقول لها بصراحة بعد أن يسرد لها الحديث "حيث إنه من رواد المساجد" يقول لها لا تذكرالمرأة زوجها لأنه سيكرهها ويزيد وكأنه يعترف بجزء من الحديث ولا يعترف بالجزء الآخر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحديث المذكور قال عنه الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار وأحد أسانيد الكبير رجال ثقات وله السياق. مجمع الزوائد.

وقال الحافظ العراقي: أخرجه الطبراني والبيهقي في الشعب من حديث ابن عباس بأسانيد حسنة. تخريج أحاديث الإحياء.

وقال الشيخ الألباني: صحيح كما في السلسلة الصحيحة وصحيح الجامع.

وقد صنف أحد العلماء المعاصرين (وهو الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف) جزء في هذا الحديث وانتهى فيه إلى ضعفه، فراجعيه إن شئت وهو بعنوان (أحاديث ومرويات في الميزان).

وعلى كل حال فالاحتجاج بمثل ذلك على تهوين خطر الذنوب احتجاج باطل بلا شك وهو من حيل النفس الأمارة بالسوء ومن ألاعيب الشيطان وغروره، وفي ذلك جهل بحق الله وأمن مكره، فإن الاستخفاف بالذنب خطأ كبير.

قال ابن القيم: وقال الفضيل بن عياض: بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله. الجواب الكافي.

كما أن في ذلك غفلة عن ذكر الموت والخوف من سوء الخاتمة، فينبغي لزوجة هذا الرجل مناصحته برفق وحكمة، وبيان خطر التهاون بالذنوب، وأن النظر إلى عورات النساء حرام وهو من مفسدات القلوب وأسباب قسوتها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني