الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيمن تلبس به جني

السؤال

هل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من أصحابه أن حددوا آيات لاستنطاق الجان وإحضارهم أو حرقهم؟ وهل لديكم شيء بهذا الخصوص؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا يوجد في هدي النبي صلى الله عليه وسلم قراءة آيات خاصة لاستنطاق الجن أو إحضارهم أو حرقهم، ولكن ورد عنه أنه كان يأمر الجني بالخروج من المريض، فقد روى ابن ماجه في سننه عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أنه قال: لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف... إلى أن قال: فضرب صدري بيده، وتفل في فمي، وقال: اخرج عدو الله، ففعل ذلك ثلاث مرات، ثم قال: الحق بعملك، قال: فقال عثمان، فلعمري ما أحسبه خالطني بعد. والحديث صححه الألباني رحمه الله.

وكذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالأذكار التي تباعد بيننا وبينه وتجعلنا في حصن من كيده، ففي البخاري من حديث أبي هريرة الطويل أن الشيطان جاءه ثلاث ليالٍ ليأخذ من تمر الصدقة، وفي كل ليلة يمسكه أبو هريرة ثم يرسله، حتى جاء الثالثة قال له: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود، قال دعني أعلمك كلمات، ينفعك الله بها، قلت: ما هي؟ قال إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي: (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ...) [البقرة:255]. حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك حافظ، ولا يقربنك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله، فقص أبو هريرة ذلك على الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له: "أما إنه صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟" قلت: لا، قال: "ذاك شيطان.

هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع من تلبس به جنّي، أما تعمد استحضار الجن ومحاورته، فليس من سنته في شيء.

ومع هذا، فإنه لا مانع أن يحصل بالتجربة أن تكون هنالك آيات معينةٍ ينفع الله بها المريض، وإذا ثبت هذا، فلا يوجد ما يمنع من اتخاذه وسيلة للعلاج لدخوله تحت العموم المتقدم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني