الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يلقى بالطعام الذي لم يُغطَ بالليل

السؤال

أنا أسكن مع صديقي منذ مدة، وبدر منه تصرف استغربته فأردت أن أسأل. صديقي هذا كلما أفاق صباحا ووجد طعاما في المطبخ غير مغطى (خارج البراد ) رمى به في القمامة بدعوى أن ذلك خطر علينا ،لأنه في أحد أيام السنة ينزل داء من السماء ويدخل كل إناء مكشوف ، وعندما أقول له إن هذا يعتبر إسرافا يقول لي : وإن يكن فقد سمعت حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .سؤالي من شقين :1-هل فعلا يوجد في السنة المطهرة حديثا بهذا المعنى؟ وما هي مرتبته هل هو صحيح؟2-إن كان هناك حديث بهذا الخصوص ولم يكن صحيحا أفلا يعد إسرافا أن نلقي في القمامة ما ننسى أن نغطيه اعتمادا على احتمالية قليلة جدا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتغطية الأواني بالليل كما في الحديث: خمروا الآنية .... متفق عليه.

وقد قدمنا الكلام على ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 44810. وقد ذكر التعليل المذكور في السؤال في حديث رواه الإمام مسلم يقول فيه: غطوا الإناء، وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بأناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء. انتهى.

والحديث صحيح فقد أخرجه الإمام مسلم وصححه البغوي والألباني، وقد احتج به ابن القيم في زاد المعاد، ونقل عن الليث بن سعد إن الأعاجم يتقون تلك الليلة في السنة في كانون الأول.

وأما إلقاء الطعام في القمامة فيتعين البعد عنه لتحريم إضاعة المال ولمنع بعض العلماء إراقة الطعام الذي ولغ فيه الكلب. وقد نقل شيخ الإسلام ذلك عن مالك رحمه الله.

وإذا كان ما ولغ فيه الكلب لا يراق فمن باب أولى ألا يراق الطعام بسبب ما ذكر، ثم إنه لا حرج على من يخاف من أن يترك أكله ولكن يمكن أن يُعلف لبعض الدواب، أو يُترك في مكان تأتيه الطيور لتأكله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني