الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمتنع عن الشوارع والأسواق لوجود النساء المتبرجات

السؤال

هل وجود النساء في الأسواق والشوارع مثلا يمنع النزول لها؟ أم أن المطلوب أن أمارس حياتي بشكل طبيعي مع اﻻجتهاد في غض البصر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد نص أهل العلم على وجوب اجتناب أماكن المنكرات لمن لم يقدر على تغييرها، جاء في مختصر منهاج القاصدين: منكرات الحمامات‏:‏ من ذلك‏:‏ صور الحيوانات على باب الحمام أو داخله، ويكفى فى زوال ذلك أن تشوه وجوه الصور، بحيث يبطل تصويرها‏.‏ ومن لم يقدر على الإنكار، لم يجز له الدخول إلا لضرورة، وليعدل إلى حمام آخر. انتهى.

وقال أيضا:....... فكل ذلك منكر يجب تغييره، ومن عجز عن تغييره لزمه الخروج.‏ انتهى.

وقال أيضا: ومن ذلك أن يكون فى الضيافة مبتدع يتكلم فى بدعته، فلا يجوز الحضور معه إلا لمن يقدر على الرد عليه، وإن لم يتكلم المبتدع جاز الحضور مع إظهار الكراهة له والإعراض عنه. وإن كان هناك مضحك بالفحش والكذب، لم يجز الحضور، ويجب الإنكار. انتهى.

وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: يكثر ذهاب أولياء الأمور بأطفالهم إلى ما يسمَّى بـ " ملاهي الأطفال " ، وفيه من المخالفات الشرعية من تبرج بعض النساء، والأطفال فيهم حرص شديد على الذهاب إلى هذه الملاهي ، فما الحكم الشرعي في الذهاب إلى هناك ؟.

فأجاب:

هذه الملاهي - كما ذكر أخونا السائل - فيها منكرات ، وإذا كان المكان فيه منكرات : فإن استطاع الإنسان أن يزيل هذه المنكرات : وجب عليه الحضور لإزالتها ، وإذا لم يستطع حرم عليه الحضور ، وحينئذٍ نقول : اخرج بأولادك إلى البرِّ ، وكفى ، وأما أن يؤتى بهم إلى هذه الملاهي ، وفيها الاختلاط ، وفيها السفهاء الذين يغازلون النساء ، وفيها الثياب التي لا يحل للمرأة لبسها : فإنه لا يحل أن يأتي إليها إلا إذا كان قادراً على إزالة المنكر . انتهى من اللقاء الشهري.

ولكنا مع هذا نقول إن تبرج النساء أمر قد عمت به البلوى - ولا حول ولا قوة إلا بالله - فلا يكاد يخلو منه مكان على وجه الأرض إلا ما رحم الله وعصم، وعلى ذلك فلا سبيل إلى منع الناس من الخروج من بيوتهم إلى الشوارع لأجل اجتناب هذه الفتنة؛ لأن منعهم من ذلك حرج شديد لا تأتي بمثله الشريعة السمحة، لكن يبقى الباب مفتوحا أمام تقليل المفاسد وتخفيفها، فمن علم طريقا تكثر فيه المنكرات وطريقا آخر تقل فيه المنكرات فينبغي عليه أن يسلك الطريق الذي تقل منكراته، ومن علم سوقا تنتشر فيه المنكرات وسوقا آخر تقل فيه المنكرات وجب عليه أن يقصد السوق الذي تقل منكراته مع الالتزام بغض البصر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب الوسع والطاقة، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني