الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شرح حديث (فلينفض فراشه بداخلة إزاره)

السؤال

ما معنى ينفض فراشه بداخلة إزاره الموجودة في حديث إذا أوى أحدكم، ما هي داخلة الإزار؟ ولماذا حدد ذلك بالأخص ولم يقل بقميصه مثلاً؟، كيف يكون النفض؟ هل هذا الحديث صحيح؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحديث المشار إليه حديث صحيح رواه البخاري وغيره، ولفظه عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين. قال شراح الحديث: داخلة الإزار طرفه وحاشيته من الداخل مما يلي الجسد، وإنما أمره بداخلته دون خارجته حفاظاً على نظافة ظاهر الثوب.. ولأن الغالب في العرب أنه لم يكن لهم ثوب غير ما هو عليهم من إزار ورداء، وقيد بداخل الإزار ليبقى الخارج نظيفاً، وقيل: لأن هذا أيسر وأستر ولكشف العورة أقل، ولا ينفضه بيده حفاظاً على نظافتها أو إصابتها بمكروه من الهوام والمؤذيات التي قد تكون وقعت على الفراش لأنهم كانوا يتركون الفراش في موضعه ليلاً ونهاراً.

وقال الحافظ في الفتح: وقال القرطبي في المفهم حكمة هذا النفض قد ذكرت في الحديث، وأما اختصاص النفض بداخلة الإزار فلم يظهر لنا، ويقع لي أن في ذلك خاصية طبية تمنع من قرب بعض الحيوانات كما أمر بذلك العائن، ويؤيده ما وقع في بعض طرقه فلينفض بها ثلاثاً، فحذا بها حذو الرقية في التكرير. وقيل: الحكمة منه غير ما ذكر. انظر فتح الباري..

وأما النفض فإنه معروف، وكيفيته -والله أعلم- أن يضرب على الفراش بالثوب ضرباً خفيفاً.. وللمزيد انظر الفتوى رقم: 35929.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني