الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما حكم أكل حيوان القندس و ليس القنفذ؟ و جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نقف على حقيقة الحيوان المذكور، فإذا كان المقصود بالقندس: كلب الماء كما في تاج العروس وغيره من كتب اللغة، فقد اختلف أهل العلم في حكمه: جاء في كتاب التاج والإكليل شرح مختصر خليل المالكي: أما كلب البحر وخنزيره فروى ابن شعبان أنه مكروه وقاله ابن حبيب، وقال ابن القاسم في المدونة لم يكن مالك يجيبنا في خنزير الماء بشيء... ولو أكله رجل لم أره حراما. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ..الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه. رواه الترمذي وغيره وحسنه الألباني. وفي رواية غير الترمذي.. فاقبلوا من الله عافيته فإن الله لم يكن نسيا. ثم تلا هذه الآية: وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا {مريم: 64}.

ولم نقف على نص يدل على تحريمه، ومن المعلوم عندهم أن الأصل في الأشياء المنتفع بها الحل ما لم يرد نص بتحريمها، وسبق أن بينا أن كلاب البحر حلال عند جمهور أهل العلم انظر الفتويين: 15113، 101264.

ونقل النووي في المجموع عن ابن الصلاح رحمه الله: وأما القندس فبحثنا عنه فلم يثبت أنه مأكول، فينبغي أن تجتنب الصلاة فيه..

وبناء على ما مضى، فإن القندس إذا كان هو كلب البحر أو من حيوانه فإن أهل العلم اختلفوا في حكمه، والراجح أنه حلال وهو قول الجمهور كما في الفتويين المشار إليهما لعموم قول الله تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {المائدة: 96} وقول النبي صلى الله عليه وسلم في البحر: هو الطهور ماؤه الحل ميتته. رواه أحمد والترمذي وصححه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني