الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الذبيحة إذا لم يسم الذابح أو سمى بقلبه

السؤال

بينما كنت مع أمي عند محل بيع الدجاج لاحظت أن الذابح لا يحرك شفتيه أثناء الذبح, فسألت أمي فقالت لي كل الذابحين هكذا وأنها تسمي عندما يذبح، وأنا لا أدري.عند ما قلت لأمي نخبره. قالت لي سيقول لك إنه يسمي في سره، وأحدهم قال لي يستحيل يكون مسلم و لا يسمي و لكني رأيته.
سؤالي: هل يجوز فعلاً أن يسمي بقلبه دون تحريك شفتيه؟ وما موقفي من الدجاج هذا؟وهل ما يطهى من الطعام باستخدام مرقة هذا الدجاج يأخذ نفس حكمه (بالحل أو بالحرمة)؟جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه قد اختلف أهل العلم فيما لو ذكى المسلم ذبيحة ولم يسم عليها. فذهب الحنابلة إلى أن التسمية شرط في إباحتها وخالفهم الشافعية فلم يشترطوا التسمية، وذهب المالكية والحنفية إلى أنها شرط مع الذكر والقدرة وليست شرطا عند نسيانها.

وقد قدمنا الكلام على هذا في الفتوى رقم: 55988، والفتوى رقم: 134504، والفتوى رقم: 35595.

وأما التسمية بالقلب فظاهر كلام الفقهاء أنها لا تغني عن قولها باللسان، ويدل لذلك أنهم أباحوا للجنب أن يقرأ القرآن بقلبه لأنه لا يعتبر قارئا كما قال النووي في المجموع: يجوز للجنب والحائض النظر في المصحف وقراءته بالقلب دون حركة اللسان وهذا لا خلاف فيه. اهـ.

وقال الحطاب في شرح المختصر في كلامه على القراءة في الصلاة: لا يجوز إسرار من غير حركة لسان لأنه إذا لم يحرك لسانه لم يقرأ وإنما فكر، ثم ذكر أنه حصل الإجماع على أن القراءة بالقلب لا يحنث بها ووقع الإجماع على أن للجنب أن يقرأ ولا يحرك لسانه...

ولو قيل بعدم ذكاة الدجاج فإن مرقه يكون نجسا يحرم أكله وأكل ما طبخ فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني