الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 20 سنة، أدرس بالجامعة لكن الجامعة عندنا مختلطة، وأنا أحاول جاهدة كبح نظراتي عن الزلل وأحاسبها إن فعلت، وبما أن زماننا زمن الفتن الشديدة فخفت على نفسي أن تعصي خالقها، فقررت أن لا أخرج للدراسة في الجامعة، لكن أهلي يرفضون الفكرة، فقررت أن أتحرى زوجا صالحا لينقذني مما أنا فيه، ويعينني بدوره وأعينه على طاعة الله تعالى.إضافة إلى ذلك فقد علمت من إحدى زميلاتي أن هناك شابا صالحا يترقبني بنظراته، وعند ما سألت عنه وجدته شخصا صالحا ذا خلق و دين، لكن هو ينظر إلي نظرة إعجاب كما سمعت، في حين أني لا أخرج متبرجة ولا متزينة بغية فتنة الشباب -معاذ الله- فخطرت ببالي فكرة وأنا أفكر كيف عساي أن أخوض غمارها، ولذلك قررت اللجوء إليكم راجية من الله ثم منكم المساعدة في إيجاد الحل.
فكرتي مبدأها أن أدل ذك الشاب على السبيل المستقيم أي أن أخبره أن يأتي إلى خطبتي، مع العلم أنه يقطن بالقرب من بيتنا -أي جار لنا- ولا أدري كيف ؟ هذا سؤالي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى لك التوفيق والثبات على الحق، وأن يرزقك بزوج صالح يعينك على طاعة الله، ونعلمك بأنه لا حرج على المرأة أن تعرض نفسها على صاحب الدين والخلق ليتقدم لخطبتها بشرط أمن الفتنة وانتفاء الريبة. وقد عقد الإمام البخاري رحمه الله باباً سماه: باب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح.
وأورد فيه حديث ثابت البناني قال: كنت عند أنس رضي الله عنه وعنده ابنة له، قال أنس رضي الله عنه: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض عليه نفسها قالت: يا رسول الله، ألك بي حاجة؟ فقالت بنت أنس: ما أقل حياءها!! واسوأتاه. قال: هي خير منك رغبت في رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأورد حديثاً آخر.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: وفي الحديثين جواز عرض المرأة نفسها على الرجل، وتعريفه رغبتها فيه، وأن لا غضاضة عليها في ذلك. انتهى. وقد فصلنا القول في ذلك في الفتوى رقم: 7682.

والأمر مرده إليك في اختيار الطريقة المناسبة لذلك بحيث لا تشتمل على مخالفة شرعية، ومن الأمور المقترحة في ذلك أن تبلغيه برغبتك هذه عن طريق بعض أرحامه من النساء أو أرحامك من الرجال، ويمكنك أيضا مشافهته بذلك بشرط عدم الخلوة وغض البصر والاقتصار في الحديث على قدر الحاجة، ولكن إن حدث هذا بواسطة فهو أفضل وأصون لك وأبعد لكما عن الفتنة.

وفي النهاية ننبهك على أنك إذا خفت على نفسك الفتنة من حضورك في هذه الأجواء المختلطة فالواجب عليك لزوم بيتك حتى وإن اعترض على ذلك أهلك فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

ويراجع حكم الدراسة في الأماكن المختلطة وضوابطها في الفتوى رقم: 5310.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني