الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم بلع الريق مع الإحساس بطعم المعجون

السؤال

بلعت ريقي وأحسست بطعم المعجون وبلعته. يا ترى أنا بهذا أفطرت؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كنت قد أحسست بطعم المعجون في فمك، ثم تعمدت ابتلاع ريقك والحال هذه حتى وصل طعم المعجون إلى حلقك فقد فسد صومك بذلك، ولزمك قضاء ذلك اليوم، إن كان الصوم واجبا، وأما إن كان ذلك قد سبق إلى حلقك من غير تعمد منك، فإن صومك صحيح ولا يلزمك القضاء، هذا وننبه إلى أن الأولى للصائم أن يتجنب استعمال المعجون في نهار رمضان لما قد يصل إلى جوفه من طعمه وهو لا يشعر.

قال الشيخ العثيمين رحمه الله: الأصل أنه لا بأس به إذا لم يبتلع شيئاً من المعجون؛ ولكن مع ذلك ننصح بعدم استعماله في النهار، والليل واسع والحمد لله، يستعمله في الليل؛ لأن هذا المعجون له نفوذ قوي، يدخل إلى الحلق، والإنسان لا يشعر به، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام للقيط بن صبرة : (بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً) خوفاً من أن يدخل شيء من الماء من غير شعور، والفقهاء رحمهم الله قالوا: يكره أن يبالغ الإنسان في المضمضة إذا كان صائماً؛ لأنه ربما ينزل شيء من الماء إلى جوفه من غير أن يشعر. فالذي أنصح به: أن يتجنب الصائم استعمال المعجون. وفي الليل ولله الحمد فسحة. انتهى

وقال أيضا: فإن قال قائل: هل يقاس ما يكون في الفرشة من تدليك الأسنان بالمعجون على العلك المتحلل، أو على العلك الصلب القوي؟ فالجواب: قياس على المتحلل أقرب، ولهذا نقول: لا ينبغي للصائم أن يستعمل المعجون في حال الصوم، لأنه ينفذ إلى الحلق بغير اختيار الإنسان، لأن نفوذه قوي، واندراجه تحت الريق قوي أيضاً، فنقول: إن كنت تريد تنظيف أسنانك، فانتظر إلى أن تغرب الشمس ونظفها، لكن مع هذا لا يفسد الصوم باستعمال المعجون. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني