الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفع الصوت على الوالد من أنواع العقوق

السؤال

أنا شاب عمري 27 سنة والداي على قيد الحياة ـ والحمد لله ـ ولدي مشكلة في التعامل معهما، وبالخصوص مع أبي، علما بأنني أحبه ودائما يستفزني بالكلام والترصفات يعني هو مستعد أن يهزأ بي أمام أي شخص، ومن الممكن لسبب تافه أن يبحث عن أي غلط لي لكي يعيرني به وهو كبير في العمر وأستوعب أنه من الممكن أن يكون طبعه هكذا وفي أغلب الأحيان يخرجني عن طوري وأرفع صوتي لا شعوريا وبعد ما ينتهي الأمر أندم، لكنني أصل إلى مرحلة لا أتحكم في نفسي معها ولا أدري ما أقول ولا يوجد أي شيء في كلامي من السب أو الشتم ـ والحمد لله ـ وأمي أخف من أبي بكثير وقليلا ما نختلف.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الشرع قد جعل للوالدين مكانة عظيمة على ولدهما فأوجب عليه برهما والإحسان إليهما ولو كانا كافرين يجتهدان في سبيل إضلاله، وهذا مما يبين عظمة منزلتهما، فاجعل هذه الحقيقة نصب عينيك وأنت تتعامل مع والديك، فإن كان الواقع ما ذكرت من أنك تجد من أبيك استفزازا وزجرا أمام الآخرين بما يجرح مشاعرك فقد أتى بما لا ينبغي له فعله، ولكن نوصيك بالصبر عليه، ولاسيما أنك قد ذكرت كبر سنه، وعليك بالحرص على بره، فإن هذا مما قد يعين على تغيير معاملته لك إلى ما هو أحسن، ولو أنك أتيته في بعض أوقات صفائه وأخبرته بحبك له وأنك ترجو أن تجد منه حسن التعامل وعدم الإحراج أمام الآخرين فربما أثر فيه ذلك، وينبغي أن تكون حذرا من أن تقول قولا، أو تفعل فعلا يكون سببا في استفزازه وتصرفه معك بمثل تلك التصرفات

ورفع الصوت على الوالد من أنواع العقوق فيجب عليك الحذر من ذلك، والمسلم مكلف بما قد يصدر منه من تصرفات في حال غضبه ما دام يعي تصرفاته، ويبدو أنك لم تصل إلى حالة عدم الوعي بدليل أنك ذكرت أنه لا يوجد في كلامك شيء من السب والشتم، فهذا يعني أنك تميز ما قلت، فاحذر الغضب فإنه سبيل عظيم إلى الشر روى البخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه: أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: لا تغضب، فردد مرارا، قال: لا تغضب.

وللفائدة راجع الفتاوى التالية أرقامها: 8173، 19479، 36837.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني