الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الهجرة من بلد الكفر إلى بلد مسلم

السؤال

نحن مسلمون في ألمانيا، فهل الهجرة من هذا البلد إلى بلد يوجد فيه مسلمون ـ كمصر ـ فرض علينا أم لا؟ وإن كان فرضا علينا, فهل يجوز لنا أن نأخذ من أموالنا لنذهب إلى العمرة؟ مع العلم أننا لا نجد الآن إلى الهجرة سبيلا، لعدم المال، فهل تجوز لنا العمرة لزيادة الإيمان وكفارة الذنوب؟ وبعضنا يريد أن يبحث عن عمل في السعودية، أو يسجل في الجامعة الإسلامية.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام تجب في بعض الحالات، وقد بينا ذلك في الفتويين رقم: 8614، ورقم: 12829.

أما الحج، أو العمرة: فإن حكمها يختلف عن حكم الهجرة، فهما واجبان على من يستطيع إليهما السبيل مرة في العمر ـ سواء كان في بلد إسلامي، أو بلد غير إسلامي، وسواء كانت الهجرة واجبة أم لا ـ وعليه، فإذا توفرت فيكم شروط وجوب الحج وجب عليكم الخروج له على الفور، وإذا كانت الهجرة في حقكم واجبة فلا ترجعوا إلى بلد إقامتكم إذا أمكن لكم أن لا ترجعوا له فيجتمع لكم بالخروج إلى الحج أداء فريضة الحج مع الهجرة.

أما إذا لم تتوفر لديكم شروط وجوب الحج فلا حج عليكم ما دمتم غير مستطيعين، وفي هذه الحالة إذا كانت الهجرة واجبة عليكم ووجدتم لها حيلة وجب عليكم الخروج لها ولو كنتم عاجزين عن الحج، إذ قد يعجز الإنسان عن الحج ماديا، أو بدنيا، أو لسبب آخر ولا يعجز عن الهجرة والخروج من ذلك المكان الذي يهان فيه ويمنع من إقامة شعائر دينه وأداء واجباته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني