الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السعي في التفريق بين المرأة وزوجها من أعظم فعل الشياطين

السؤال

أنا طبيبة مصرية توفي والداي وأنا مازلت طفلة، وتربيت بين 4إخوة رجال وزوجة أب، ومنذ عام ونصف تقدم لخطبتي رجل مناسب وتزوجنا بفضل الله منذ6 أشهر وأنا حامل منه، ومنذ أن تزوجنا حدثت مشاكل كثيرة بيننا وبين زوجي وأهلي، وقد تطاول عليه إخوتي بشتائم وذاق الأمرين من زوجة أبي ولكنه تحمل من أجلي ولم يسيء لأحد منهم، ولأن زوجي يقيم بألمانيا فقد عدت لبيت أهلي بعد سفره ومشكلتي أن إخوتي وهم جامعيون يحاولون بكل الطرق التفرقة بيني وبين زوجي، ويسيئون معاملتي حتى أرضخ لهم ويأمروني بالطلاق منه مع أنه رجل محترم متدين لم أر منه إلا خيرا ، قد أسأت إليه كثيرا وسامحني عصيت الله بزوجي وعفا عني، تركت البيت بدون علمه وخرجت بدون إذنه وسامحني، طلبت منه الطلاق أكثر من مرة تحت ضغوط نفسية من إخوتي، وكلما أخطأت بحقه ذكرني بآيات الله وحدوده وأحكامه وقال لي بيني وبينك كتاب الله، حتى الآن لم يشتمني ولم يرفع يده علي مع علمه بأفعال إخواتي وما يريدون، وأنا حائرة بين عذاب الضمير تجاه زوجي وبين إخوتي وكيف أكفر عن خطئي تجاه زوجي أفيدوني أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان الحال كما ذكرت من صلاح زوجك وحسن معاشرته لك فهو من نعم الله عليك، فاشكري الله قلبا وعملا ولسانا.

وأما ما يفعله إخوتك من سعيهم لتطليقك منه فهو منكر كبير وظلم ظاهر بلا شك.

قال ابن تيمية: فسعي الرجل في التفريق بين المرأة وزوجها من الذنوب الشديدة وهو من فعل السحرة وهو من أعظم فعل الشياطين. مجموع الفتاوى.

ولا يجوز لك طاعة إخوتك في هذا الأمر، وإنما عليك أن تبيني لهم تحريم ذلك وتخوفيهم عاقبة هذا الظلم، وإذا لم يرجعوا عن ذلك وعادوا لأذيتك فلك أن ترفعي أمرهم للسلطات لتردعهم عن ذلك، ولك أن تقيمي بعيدا عنهم في مكان تأمنين فيه على نفسك يرضى به زوجك.

والواجب عليك أن تحسني عشرة زوجك وتطيعيه في المعروف، وما كان منك من تقصير في حقه قبل ذلك فعليك أن تتوبي إلى الله من ذلك، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه وطلب العفو من الزوج، مع الاجتهاد في حسن التبعل له والإكثار من الطاعات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني