الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطوات عملية للابتعاد عن الوقوع في الفاحشة

السؤال

وجدت ضالتي في عدم الرغبة الجنسية بدواء دوستنيكس ـ وهو دواء يعمل على زيادة الرغبة بتخفيض هرمون الحليب ـ نصحني به أحد الصيادلة مع أنه لا يوجد عندي ارتفاع في هرمون الحليب وفعلا آخذ حبة كل عشرة أيام والوضع ـ بحمد الله ـ تمام، وسؤالي حيث زادت الرغبة عندي بشكل كبير، والمصيبة أنني ارتكبت مقدمات الزنا مرتين وكنت سأقع في الفاحشة الكبرى لولا ستر الله، مع أنني متزوج والآن بحمد الله نويت التوبة فادعوا لي بالمغفرة والثبات، فهل آثم على فعلي؟.وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا بأس باستخدام الأدوية المنشطة بضوابط أهمها: أن يكون المستخدم محتاجا إلى استعمالها, وأن يكون عبر طبيب ثقة ومأمون، لئلا تضر به, وراجع في ذلك الفتويين رقم : 5385, ورقم: 27480.

وأما الشهوة الزائدة: فعلاجها بما أرشد إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحص للفرج, ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. الحديث رواه الجماعة.

فاحرص على الاستعفاف بزوجك والاستعانة بالصوم مع البعد عن المثيرات ووسائل اللهو من الأغاني ومشاهدة الأفلام والصور, فإنها من أكبر أبواب الفتنة وإثارة الغريزة، ولا شك أن ما وقعت فيه من مقدمات الزنا خطأ كبير ومنكر شنيع, فالزنا من كبائر الذنوب ومن أفظع الفواحش, فقد قال الله تعالى: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا {الاسراء: 32}.

ويزداد الأمر قبحا وشناعة إذا صدر من متزوج، فبادر بالتوبة الصادقة والندم على ما وقعت فيه والعزم الصادق على عدم العود له, ومما يعين على ذلك ترك اتباع خطوات الشيطان, واجتناب مواطن الفتنة, والبعد عن كل ما يثير الشهوة, مع الاستعانة بالله عزوجل والتوكل عليه, والتفكر في نعمه, وتذكر الموت وما بعده من أمور الآخرة, وتجنب صحبة العصاة والغافلين, والحرص على صحبة الصالحين, وحضور مجالس العلم والذكر وكثرة الذكر والدعاء وشغل الفراغ بالأعمال النافعة, وممارسة بعض الرياضة فكل هذه خطوات عملية تمكنك من البعد عن الوقوع في تلك الرذيلة ثانية.

ثم إن علمت من نفسك أن زوجتك لا تكفيك في إشباع رغبتك فقد أباح الله لك نكاح أكثر من واحدة إلى الأربع، فإن لم تقدر على ذلك ولم تكفك زوجتك فيتعين ترك هذا الدواء إن كان سبب لك شبقا زائدا يوقع في المعصية، فكل ما لايتم الواجب إلا به فهو واجب، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح، ولمعرفة المزيد مما يعينك على التغلب على الشهوة وغض البصر نوصيك بمراجعة الفتاوى التالية أرقامها: 36423، 23231، 20618، 37359، 70674.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني