الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع الوالد المسيء لأبنائه

السؤال

لي والد ظالم جداً في معاملته معنا، يتهم والدتي في شرفها ويهينها، ويتهم المحصنات بأبشع الكلمات، يسفهنا بأفظع العبارات، وبخيل جداً، ولا يحدثنا إلا بقسوة، وهو مسئول عن إطعامنا وتدريسنا فقط، أما في حال المرض أو ضروريات الحياة الأخرى فلا علاقة له بها، وهذا سبب لنا أذية نفسية وخوفا منه ومن جبروته، وانعكس ذلك على تعاملنا معه. رجائي منكم أن تنصحوني كيف أستطيع معاملته بدون عقوق؟ ولا توجد مودة أو محبة في قلبي له.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان والدك بهذه الحال التي ذكرت من قذف المحصنات، وإطلاق اللسان في السب والشتم بغير حق، والتقصير فيما يجب من الإنفاق على عياله فهو ظالم ومرتكب للكبائر، لكن مهما كان من سوء خلق الوالد وظلمه لأولاده، فإن ذلك لا يسقط حقه في البر والصلة، ولا يسوغ الإساءة إليه. فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالد المشرك الذي يأمر ولده بالشرك. وانظري الفتوى رقم: 3459.

فالواجب عليك بره وطاعته في المعروف، ومن أعظم أنواع البر به والإحسان إليه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، فعليكم أن تنصحوا والدكم وتخوفوه من اجترائه على هذه الكبائر، على أن يكون ذلك بأدب ورفق من غير رفع صوت أو إغلاظ في القول، فإذا قمت بما يجب عليك تجاهه من البرّ فلا تضرك كراهيتك له بسبب ما يقترفه من المنكرات. وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 44366.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني