الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اقتداء العالم بسيد الخلق في التعليم والتأديب

السؤال

ماذا تقولون في العالم الذي يصرخ في وجه السائل أو يحرجه أمام الناس أو يغلظ عليه في القول ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي للعالم أن يكون مقتديا برسول الله صلى الله عليه وسلم سمحا هينا لينا رحيما بمن يتعلم منه ليؤتي هذا التعليم ثمرته، ولئلا ينفر منه المتعلم أو يكون سببا لصده عن الخير وسلوك الصراط المستقيم، قال تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ {آل عمران: 159}.

قال معاوية بن الحكم السلمي وهو يشهد لأخلاقه صلى الله عليه وسلم وحسن أسلوبه في التعليم: فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فو الله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني... رواه مسلم.

وفي المقابل ينبغي أن يتصبر المتعلم على الجفاء من معلمه، وأن لا يتصرف تصرفا بقول أو فعل يستفزه، وينبغي أن يعلم أن المعلم قد يقسو أحيانا على المتعلم تأديبا وتوجيها له كما قال القائل:

فقسا ليزدجروا ومن يك راحما * فليقس أحيانا على من يرحم

فلا يحمله هذا الجفاء أو تلك القسوة على هجر العلم والابتعاد من معلمه، ولينصح للمعلم وليبين له ما عسى أن يكون أخطأ من جانبه فإن الدين النصيحة للعالم والمتعلم والراعي والرعية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني