الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إخبار أحد الزوجين الآخر بالمرض الذي يمنع الإنجاب

السؤال

أنا شاب عقدت قراني على فتاة من بلدي، وأعمل في إحدى الدول الخليجية، وكان الاتفاق على أن أقوم بترتيب أموري في بلد إقامتي وإنجاز فيزا الإقامة لزوجتي إلى حين الزفاف، وخلال تلك الفترة حوالي ثمانية أشهر حدثت مشاكل كثيرة، لكنني كنت أتغاضى عنها وأمرر الأمور، والمشكلة أن زوجتي وهي مثقفة وواعية ليست لها شخصية أبدا، ودائما تربط مشاكلنا مع أهلها، ووصلت لنقطة أننا لم نعد نتفق على شيء، بعد أن أعددت كل شيء وفرشت البيت في مكان إقامتي، وأعددت فيزا لزوجتي ونزلت إلى بلدي من أجل الزفاف، وهنا بدأت المشاكل تعود، حيث إن أهلها حاولوا التنصل من اتفاقي معهم تارة بأن يقولوا بأنه ليس لدي منزل في بلدي، مع العلم أنهم يعلمون ذلك من أول يوم تقدمت لخطبة ابنتهم، وتارة بأن الذهب قليل ويجب أن أحضر أكثر، وغيرها من الأمور حتى إنني اجتمعت مع أبيها أكثر من مرة، وبعد أن أتفق معه على التفاصيل يتحجج بحجج أخرى إلى أن أصبح الوضع معهم صعب جدا، وعندها قاموا بإرجاع الذهب والهدايا لي، وأنهم لا يريدون الاستمرار، كل ذلك قبل الزفاف بأيام، وعند تلك اللحظة أيقنت بأنه لا مجال للاستمرار معهم، فتركت البلد ورجعت إلى مكان عملي وقلت لهم مثلما تريدون، وكانوا يريدون مني إما أن أرضى بما يريدون، أو أن أطلق، فتيقنت بأنني لا يمكن أن أستمر معهم، حيث إن الفتاة ربطت علاقتي معها برضى أهلها، وأنا لا أستطيع أن أفهم كيف لي أن أرضيهم وهم يطلبون ويطلبون، ويجب أن أطيع هذا الشيء؟ وغير معقول بعد هذه المحاولات، والآن مرة يطلبون مني النزول من أجل الطلاق، وبأنهم لا يريدون مني شيئا، ومرة أخرى يبتزونني بأنهم سيقومون برفع قضية علي حتى إنهم اتصلوا بي في مكان إقامتي وهددوني بأنهم سيؤذونني إذا أنا لم أقم بما يريدون، ففي بادئ الأمر كنت أخاف من أنني ظلمتها وكنت أعطي المهل والأعذار، لكن اتضح لي بأنهم هم من كذبوا علي حتى إن الفتاة قد صارحتني أن عندها عذرا مرضيا، ومن الممكن أن لا تستطيع الإنجاب، وبأن ذلك يحتاج إلى علاج، وليس هنالك تأكيد، وغيرها من المفاجآت التي صدمتني. لماذا أخفوا عني هذا الأمر؟ وكيف لي أن أرتبط بفتاة تكذب علي في مثل هذا الأمر؟ حتى إنني قلت لها هل أنت واثقة من هذا الأمر؟ فأجابتني بكل وقاحة نعم كل ذلك قبل الزفاف بأيام لماذا يخدعونني؟ لا تقولوا لي إنه يمكن الصلح معهم، فقد انقطع الأمل وهم الآن رفعوا علي قضية من أجل المهر، وسؤالي لكم بناء على ما سبق: ماهي غلطتي؟ وما هو خطئي؟ كنت أريد أن أستقر وأبني عائلة، لكنني صدمت في الآخر وتتهمني بأنني ظلمتها وهي لم تعر أي وزن لعلاقتنا، مع العلم أنني كنت جدا صريح وصادق في نيتي بالرغم من أنني تكبدت ديونا كثيرة جراء ذلك، فبماذا تصحونني؟ بغض النظر عن إمكانية الصلح معهم، لأن الأمر انتهى الآن، أرجوكم لا تحيلوني إلى سؤال آخر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإننا لا ندري ما إن كان السبب الذي جعل زوجتك وأهلها يقبلون الطلاق منك من الأسباب المبيحة أم لا؟ وعلى كل فإن كانت زوجتك تطلب الطلاق من غير مسوغ فمن حقك أن تمتنع من طلاقها حتى تسقط لك بعض حقوقها أو جمعيها، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 8649.

وقد كان عليهم أن يخبروك بمرضها الذي يمنع الإنجاب، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 94717.

وأما المنازعات بشأن المهر: فمحلها المحكمة الشرعية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني