الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تناول طعام أهل بلاد أغلب سكانها غير كتابيين

السؤال

أعمل في شركة في مصر، ولكن لظروف العمل اضطررت إلى السفر إلى كوريا وأعمل في محافظة بعيدا عن العاصمة ولا يوجد بها طعام حلال، وأقرب مطعم حلال يوجد في سول على بعد ساعتين ونصف من هناك، مع العلم أنني لا أملك وسيلة للانتقال وأحاول أن آكل من السوبر ماركت إلا أن كل شيء مكتوب بالكوري, فلا أستطيع أن أفهم محتواه كاملا كأن يكون مثلا به دهن خنزير، أو ماشابهه، فهل يمكنني أكل هذه المأكولات كالشكولاته والبسكويت؟ وهل يمكنني الأكل من أكلهم على أنني مضطر؟ مع العلم أن معظم الناس هنا ليسوا أهل كتاب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لك الأكل من ذبائح هؤلاء القوم ما دام معظمهم غير كتابيين، ويجوز لك أكل ما سوى الذبائح من طعامهم؛ إلا أن تعلم أو يغلب على ظنك اشتمال هذا الطعام على شيء محرم، وأما ما لم تعلم أو يغلب على ظنك اشتماله على شيء محرم فالأصل إباحته، ويقين الإباحة لا يزول بالشك، أو بمجرد الوهم والاحتمال، قال الشيخ صالح بن فوزان: أما أكل الطعام الذي طبخوه في حد ذاته فهو جائز، إلا ما وضعوا فيه مواد محرمة، كلحم الخنزير ومشتقاته، أو شيء من ذبائحهم إذا كانوا غير كتابيين، فذبائح غير أهل الكتاب محرمة وهي ميتة، فإذا وضعوا في الطعام شيئًا من ذبائحهم المحرمة، أو من لحم الخنزير ومشتقاته، فإنه يحرم على المسلم أن يأكل ما طبخوه من الطعام، أما إذا خلا من هذه المحاذير، فلا بأس أن يأكل المسلم من طعامهم وما طبخوه. انتهى.

ولا يجوز لك الأكل من ذبائحهم، أو طعامهم المحرم إذا كنت تجد سبيلا للاغتذاء بغيره، ولست مضطرا في هذه الحال لأكله، وانظر للفائدة الفتوى رقم: 147795.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني