الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إبدال الشجرة الموقوفة بشجرة مثلها

السؤال

وقفت شجرة في عقاري للمسجد قبل سنين، والحين أنا أريد بناء بيت خاص لي في هذا الموقع الذي فيه الشجرة الموقوفة ، فكيف أجد حلا لهذه المشكلة حيث إني أحتاج إلى قطع الشجرة ، وهل يجوز تبديل الموقوفة بشجرة مثلها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لك عند كثير من أهل العلم أو أكثرهم قطع هذه الشجرة الموقوفة؛ لأنها بعينها صارت وقفا فخرجت من ملكك بذلك، فيجب أن تبقى وقفا حتى ينقطع نفعها فتملك مقرها بعد ذلك، وتبني عليه ما شئت لأن مقر الشجرة الموقوفة لا يكون وقفا، قال في التحفة: ويؤيد القياس أيضا تصحيح الأذرعي أنه لو وقف شجرة أو جدارا لم يدخل مقرهما. انتهى.

وذهب بعض العلماء إلى أنه يجوز لك أن تستبدل هذا الوقف للحاجة والمصلحة بمثله وبدونها بخير منه، جاء في الاختيارات الفقهية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ومع الحاجة يجب إبدال الوقف بمثله، وبلا حاجة يجوز بخير منه لظهور المصلحة وهو قياس الهدى وهو وجه في المناقلة ومال إليه أحمد ونقل صالح ينتقل المسجد لمنفعة الناس. ولا يجوز أن يبدل الوقف بمثله لفوات التعيين بلا حاجة. انتهى.

وانظر الفتوى رقم: 28743، ولا نرى حرجا في الأخذ بقول شيخ الإسلام رحمه الله فيجوز لك إذن إبدال هذه الشجرة بخير منها وإن كان الأحوط ألا تفعل خروجا من الخلاف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني