الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نسبة ولد الزنا إلى أمه ومعنى حديث (..وللعاهر الحجر)

السؤال

السؤال يتعلق بنسب ولد السفاح، إذ إنه ينسب إلى أمه، فهل المقصود أن يثبت اسمه في الوثائق الشخصية باسمه واسم أمه، فإذا كان اسمه (س) واسم أمه (فلانة بنت فلان) أن يثبت في الوثيقة الشخصية ( س فلانة فلان). وسؤال ذو صلة: أن هذا الأمر سيتضمن أن يعرف الناس أن هذا ابن زنا، وسيكون موقفه محرجا أمام الآخرين، خاصة وأنه لا ذنب له فيما فعلته أمه مع الرجل الذي زنا بها ، فكيف ينظر الإسلام إلى هذه الجزئية.
وسؤال ذو صلة: وهو يتعلق بحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، الولد للفراش وللعاهر الحجر، ( أو كما قال عليه الصلاة والسلام)والسؤال هنا، هل المقصود بالحجر هنا، رجم الزاني ، فإن كان كذلك فما بال الزاني الذي يجلد، وهل هناك علاقة بين الحديث الشريف وبين نسب الولد في إطار إذا كان المقصود " وللعاهر الحجر، هو الزاني الثيب".

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمقصود بثبوت نسب ولد الزنا من أمه أن تثبت أحكام البنوة بينه وبين أمه؛ كالمحرمية والتحريم وثبوت الإرث، وليس المراد أن يكتب الولد في الوثائق الرسمية منسوبا لأمه، وإنما يمكن أن يكتب ولد الزنا في الوثائق الرسمية منسوبا لاسم من الأسماء العامة كعبد الله وعبد الرحمن ، كما بيناه في الفتوى رقم : 41980.

وأما حديث النبي صلى الله عليه وسلم: الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ. متفق عليه. فالراجح أن المقصود بقوله : وللعاهر الحجر. أن الزاني لا حق له في الولد ، وليس المقصود به رجم الزاني.

قال النووي: ومعنى له الحجر أي له الخيبة ولا حق له في الولد ........ وقيل المراد بالحجر هنا أنه يرجم بالحجارة وهذا ضعيف لأنه ليس كل زان يرجم وإنما يرجم المحصن خاصة. اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني