الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علم الميت بدعاء الأحياء وهل يشرع سؤال الله تعالى رؤية حاله في القبر

السؤال

توفي خالي منذ سنين خلت، إلا أنه بقي في قلبي حيا يرزق، وأنا كثيرة الدعاء له، والحمد لله. لكن أردت التأكد هل أعتبر أنا ابنته لقول الرسول صلى الله عليه وسلم" الخال والد" ؟ وهل يعلم الميت من دعا له بعد موته؟ هل يجوز الدعاء لله عز وجل أن يريني ما آل إليه في القبر؟ أم هو من باب الغيب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن الخال له حق عظيم وحظ كبير من البر والاحترام، لأنه أخو الأم، إلا أن قرابته لا تعتبر من قبيل الأبوة التي يجوز الانتساب إليها، كما هو الحال في الأب والجد، ووصفه بأنه والد تعبيرعن شدة قرابته وتشبيهه بالوالد في الرأفة والشفقة، كما أطلق على العم بأنه مثل الأب في قوله صلى الله عليه وسلم: أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه. رواه مسلم. وهو بعض حديث. ومع ذلك لا يجوز الانتساب إلى العم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: الخالة بمنزلة الأم. رواه البخاري.

قال الحافظ ابن حجر في الفتح: وقال الخالة بمنزلة الأم؛ لأنها تقرب منها في الحنو والشفقة والاهتداء إلى ما يصلح الولد، لا أنها أم حقيقة. انتهى بحذف.

وحديث: إنما الخال والد. ضعفه الألباني. وقد قال صلى الله عليه وسلم: من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام . رواه البخاري.

والدعاء يصل للأموات باتفاق العلماء، والظاهرأن الميت يخبر بمن دعا له حين يرى ثواب الدعاء، بدليل ما سبق بيانه في الفتوى رقم: 79657.

أما عن الجزء الأخير من السؤال فالظاهر أن هذا الدعاء لا يعتبر من سؤال الغيب؛ لأنه طلب رؤيا منام وهو أمر يحصل عادة، فقد ذكر البخاري في التاريخ الكبير عن ابن عباس قال : دعوت الله أن يريني عمر في المنام .

وفي الطبقات الكبرى لابن سعد : عن عبيد الله بن العباس قال كان العباس خليلا لعمر فلما أصيب عمر جعل يدعو الله أن يريه عمر في المنام، قال فرآه بعد حول وهو يمسح العرق عن جبينه، فقال ما فعلت قال هذا أوان فرغت، وإن كاد عرشي ليهد لولا أني لقيته رؤوفا رحيما. اهـ

إلا أن الأولى والأهم أن تسألي الله تعالى الرحمة والمغفرة لخالك وتتصدقي عنه بدلا من سؤال الله تعالى أن يريك في المنام حاله في القبر. وانظري الفتوى رقم: 33774.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني