الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدال على الفقير هل يعتبر من العاملين على الزكاة

السؤال

أوصيت إحدى النساء أن تبحث لي عن أيتام محتاجين؛ لأدفع لهم الزكاة، وقد بحثت ووجدت لي عائلة محتاجة جداً، وذهبت معي لدار هؤلاء الأيتام، وعندما أعطيت المال لوالدة الأيتام أحسست بأن المرأة التي دلتني تنظر للمال وكأنها تريد منه، فأعطيتها مبلغا من المال، ليس من الزكاة؛ لأنني لا أعرف حالها هل تحتاج أم لا، ولكني أعطيتها كصدقة، ولكن قيل لي بعدها إنها من العاملين عليها؛ لأنها تعبت معك في البحث عن أيتام، وتستحق من مال الزكاة. فهل هذا صحيح؟ أي هل تعتبر من العاملين على الزكاة أم لا؟ وهل ما فعلته من إعطائها مبلغا من المال كصدقة ليس فيه فائدة؛ لأن سبب عطائي لها لأني أحسست بالخجل وأنا أعطي المال لشخص، وهي تنظر للمال، علما بأنها أخذته وفرحت به جداً ولم ترفضه؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المرأة المذكورة لا تعتبر من عمال الزكاة بسبب دلالتها على هؤلاء المحتاجين؛ لأن العامل الذي يعطي من الزكاة في مقابل عمله هو من يكلفه ولي الأمر في جبايتها وجمعها وحفظها، فهذا يعطى بقدر عمله، أما مجرد الدلالة على الفقير فليست من هذا القبيل، لكنها مأجورة على ذلك إن شاء الله تعالى.

وما قمت به من التصدق عليها ومكافأتها كان صواباً، ولو كانت غير محتاجة، وأنت مأجورة على ذلك إن شاء الله، وإن كانت محتاجة فهي من أهل الزكاة بسبب الفقر، إلا أن ما دفع لها بنية صدقة التطوع لا يمكن اعتباره من الزكاة لاشتراط نية الزكاة عند إخراجها. وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 133254.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني