الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم أكل الدجاج غير المذبوح

السؤال

هل صحيح بأن بعض أهل العلم أجاز أكل لحم الدجاج غير المذبوح بحجة أنه من الطيور، وحكمه كحكم أي طير يتم اصطياده؟ أنا الآن موجود في أوروبا فهل يجوز لي أكل لحم الدجاج علماً بأنه غير مذبوح على الطريقة الإسلامية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نطلع على من قال من أهل العلم باعتبار الدجاج مصيدا لا يحتاج للتذكية، ولا يجوز لك أكل الدجاج الذي علمت أنه لم يذك ذكاة شرعية، وأما الطيور المباحة الأكل فالأصل عدم جوازها إلا إذا ذكيت ذكاة شرعية، وذلك يتم بذبحها مع التسمية، وأن يكون الذابح مسلما أو كتابياً، ويخالف بعض الطيور الدجاج في مسألة وهي ما لو أن الصياد رمى طائراً لم يستطع التمكن منه بنية الذكاة فأسقطه ببندقيته، ثم بادر إليه ليذبحه فوجده قد مات فإن هذا يجوز أكله، كما سبق في الفتوى رقم: 10633.

وكذا إذا اصطاده والحالة هذه بجارح من كلب أو عقاب أو غيرهما، وأما الدجاج فلا يصلح هذا فيه نظرا للقدرة على إمساكه وذبحه بآلة حادة، وهذا مذهب جماهير أهل العلم، وقد خالفهم ابن العربي المالكي في أحكام القرآن فأباح أكل الدجاج الذي يأكله الكتابي، ولو رأيناه يسل عنق الدجاجة بيده لأنها من طعامه، والله أباح لنا طعامه، وقد قال المواق في شرح المختصر أنها هفوة، وذكر الحطاب في شرح المختصر إنه استبعده ابن عبد السلام.

وقال الشيخ الأمين الشنقيطي في دفع إيهام الاضطراب بعد ذكر كلام ابن العربي: استبعده ابن عبد السلام وهو جدير بالاستبعاد، فكما أن نسأءهم يجوز نكاحهن ولا تجوز مجامعتهن في الحيض، فكذلك طعامهم يجوز لنا من غير إباحة الميتة؛ لأن غاية الأمر أن ذكاة الكتابي تحل مذكاة كذكاة المسلم. انتهى.

وهذا الحق فالميتة محرمة لذاتها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني