الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إلزام الولد بنكاح فتاة تختارها الأم

السؤال

سؤالي لك يا شيخ هو: أن والدي اختار زوجة لأخي، وهي بنت عمتي، وأمي لا ترغب فيها، بل ترغب بأختها التي أصغر منها سنا ً، وأخي قال لأمي رضاك أهم من اختيار الزوجة، وأمي حدثتني لكي أتدخل بالموضوع كعنصر ضغط على أخي ليتزوج أختها الصغيرة، وأنا رفضت لأنه من وجهه نظري أن الزوج له حق اختيار الزوجة، وأرى في أسباب رفض أمي لأختها الكبيرة - التي يرغب بها والدي - أنها مبنية على كلام منقول من شخص - الله يهديها - وليس سببا واقعيا، بل إن أمي تخاف أيضا أن أختها الكبيرة تأخذ أخي منها -هكذا أفسرها غيرة أم- أنا أعلم أن طاعة الوالدين واجبة، لكن إذا الأب يرغب بأختها الكبيرة، والأم ترغب بأختها الصغيرة لأسباب ذكرتها أعلاه، والابن يريد رضا الأم بأي شكل من الأشكال، ألا تعتبر غيرة الأم وإلزامها بزوجة -الأخت الصغيرة- سببا في تعاسة ابنها إذا افترضنا أنه يرغب بأختها الكبيرة كزوجة، ننتظر إجابتكم على أحر من الجمر؟ تقبلوا تحياتي من القلب إلى القلب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس لأي من الوالدين إلزام الولد بنكاح فتاة لا يرغب فيها كما سبق وأن بينا في الفتوى رقم: 43560، وإذا تعارض بر الأم مع بر الأب فالأم مقدمة في البر كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 27653.

فإذا كانت البنت الصغيرة صالحة، وأراد أخوك نكاحها فله ذلك، وهو مأجور عليه بإذن الله تعالى، وقد يبارك الله له في هذا النكاح بسبب هذا البر، ويسعد به لا أن يكون سبباً في تعاسته. ولا ينبغي للأم رفض نكاح ابنها من البنت الكبيرة لمجرد ما ذكرت من أمر الغيرة، أو لما نقل إليها من كلام، والواجب التبين عند ورود الخبر عملاً بقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ {الحجرات:6}، ولكن في المقابل لا يجوز لك إساءة الظن بأمك، واعتبار أن الغيرة هي الدافع لها على رفض الكبرى إن لم يكن لك بينة واضحة على ذلك.

وفي الختام ننصح بالحوار والتفاهم بين أفراد الأسرة، والعمل على ما فيه مصلحة ابنهم؛ لأنه هو الزوج، وهو الذي سيعيش مع زوجته هذه الحياة الطويلة، فإن كان ثمة ضرر فهو عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني