الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدة خلق السموات والأرض

السؤال

هل عندما خلق الله تعالى الأرض بعد ستة أيام، خلق آدم بعدها مباشرةً، أم إن الأرض ظلت فترة طويلة إلى أن شاء الله أن يخلق آدم، وتحدث معه قصة نزوله إلى الأرض المشهورة في القرآن؟ وإن كان كذلك، فما الدليل من القرآن أو السنة؟ وما هي الحكمة من أن يخلق الله الأرض في ستة أيام، وهو قادر على أن يقول: كن فيكون كل ذلك، أم هو أمر لا يعلمه إلا الله سبحانه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالمشهور أن آدم -عليه السلام- خلق في آخر هذه الأيام الستة، وفي يوم الجمعة في آخر ساعة منه، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير يوم طلعت عليه الشمس، يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها. وفيه أيضًا عن أبي هريرة مرفوعًا: وخلق آدم في أخر ساعة من ساعات الجمعة ...

ولكن اختلفوا في مقدار هذه الأيام:

فمنهم من قال: هي أيام كأيام الدنيا.

ومنهم من قال: إن تلك الأيام مقدارها ستة آلاف يوم، وهذا مروي عن ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، واختاره ابن جرير الطبري.

ومنهم من توقف في مقدار هذه الأيام؛ لأنه لم يأت نص قاطع في تحديد مقدارها؛ لأن الزمان هو نسبة الحوادث إلى بعضها، كما ذكر ابن القيم -رحمه الله-، فالأيام في الدنيا مقدرة بحركة الشمس والقمر، ولم تكن الشمس ولا القمر موجودين قبل خلق السماوات والأرض؛ حتى يصار إلى التقدير بهما.

وأما الحكمة من خلق السماوات والأرض في ستة أيام، فراجع لها الفتوى: 22344.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني