الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الداعية يسعى بالوسائل المتاحة للارتقاء بأسرته ومجتمعه

السؤال

يا سادة يا أفاضل أنا فتاة أعاني من مشاكل مع العائلة حيث إنهم لا يعطون اهتماما كبيرا - والله أعلم بما في القلوب- للناحية الدينية وأنا إذا أبديت أي نصيحة لهم (باللين) أجد التهكم والسخرية بأني لا أفهم شيئا وباقي إخوتي يشترون راحة بالهم ولا يناقشونهم في شيء والأخطاء التي أجدها كثيرة جدا حتى إذا أشرت عليهم أن يصلوا السنة مع الفرض لا يفعلون و يطلبون مني أن أذهب لحفلات أعراس الأقارب والتي تحتوي على كل أنواع الأخطاء وإذا رفضت أجد السب والشتم وبأنني أحرجهم أمام الناس وبأني يا ليتني مت قبل أن أولد وأمي تلطم على خدها وأبي يقاطعني بالأيام وأظل وحدي في غرفتي لا يكلمني أحد بالأيام. فماذا أفعل مع هذه العائلة؟؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فنسأل الله أن يوفقك لطاعته، وأن يعينك على فعل الخيرات. ونرشدك إلى الأمور التالية :
الأول : أن المسلم ينبغي له أن يكون صبوراً على ما يجد من البلاء في سبيل الله تعالى، وعاقبة الصبر دائماً إلى خير، وما أعطي المسلم عطاء خيراً من الصبر. وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر .
الثاني : أنه لا ينبغي للمسلم أن يضجر ويتسخط لأبسط المواقف، ويتشاءم من الواقع الذي يعيش فيه، وييأس من إصلاحه؛ بل عليه أن ينظر إلى الأمور من حوله نظرة تفاؤل، ويسعى بكل الوسائل المتاحة للارتقاء بأسرته ومجتمعه، متبعاً في ذلك أدب الإسلام من الرفق بالمدعوين واللين في القول وحسن العبارة، مع ثباته على الحق وكونه قدوة فيه.
الثالث : أن الله تعالى - ولحكمة يعلمها هو - قدر أن يكون الناس متفاوتين في تدينهم وعقولهم وإمكانياتهم، ولذا فعلى الداعية أن لا يطلب محالاً، بل عليه أن يرفق بالناس، ويعلم أن فيهم المحسن والمسيئ، وفيهم السابق بالخيرات والمقتصد والظالم لنفسه، وهو كالطبيب يعالج الجميع.
الرابع : عليك بطاعة والديك والتماس رضاهما فيما ليس فيه معصية لله، فإن في رضاهما في المعروف رضى الله سبحانه وتعالى، ففي الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضا الرب في رضى الوالد وسخط الرب في سخط الوالد . وفي الترمذي أيضاً من حديث أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه ، وتأكد أن محل وجوب طاعة الوالد هو ما إذا لم يأمر بما فيه معصية لله، فإن أمر بذلك فلا تجوز طاعته بحال؛ بل تجب مخالفته، وامتثال أمر الله.
فاحذري كل الحذر من أن تلبي طلبهم لك بالذهاب إلى الحفلات المختلطة أو المشتملة على أغانٍ بمعازف أو نحو ذلك من المنكرات.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني