الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة النصوح تمحو أثر كل الذنوب

السؤال

قال تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) كلمة جميعا تدل على كل الذنوب. هل يغفرها الله كلها حتى الذنوب العظيمة مثل عقوق الوالدين والامتناع عن الزكاة والزنا مثلا؟بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الله سبحانه وتعالى يقول: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) [طـه:82] . ويقول تعالى: (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ) [الرعد:6] .
فالله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعاً إذا يشاء، سواء كانت زنا أو غيره من الكبائر التي هي دون الشرك، ومغفرة الذنوب والتجاوز عنها يتحقق على القول الصحيح بالتوبة منها، لأن من تاب تاب الله عليه، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وإذا مات صاحب الكبائر ولم يتب منها، فإنه في مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، هذا في جميع الذنوب إلا الشرك، فإن من مات مشركاً بالله فإنه مخلد في النار باتفاق المسلمين، والعياذ بالله تعالى.
وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة. قلت: وإن زنا وإن سرق؟ قال: وإن زنا وإن سرق. قلت: وإن زنا وإن سرق؟ قال: وإن زنا وإن سرق... ثلاثاً، ثم قال في الرابعة: على رغم أنف أبي ذر، فخرج أبو ذر يجر إزاره وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر " .
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني