الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استحباب إضجاع الذبيحة لأجل إحسان الذبح وليس بشرط في صحة الذكاة.

السؤال

هناك بائع فرّوج ودجاج، يذبح الفرّوج للمشتري في محله، يذبحها وهي واقفة، ويقول: بأن ذلك أريح لها، وعندما ذكرت له فتاويكم التي بينتم فيها بأنه يسن ذبحها وهي مضجعة، قال لي: لو ذبحتها وهي مضجعة فبعد الذبح بثوان عندما تتحرك ينكسر جناحاها تحت قدمي، وبالتالي ينحبس الدم في جناحيها، ويصبح لون تلك المنطقة من الجناح أزرق، وبالتالي تشمئز نفوس المشترين من تلك المنطقة التي انحبس فيها الدم. فماذا تقولون في هذه المسألة؟ وهل ذبح الفرّوج مثل ذبح الدجاج من حيث الإضجاع على جنبها الأيسر حتى لو انكسر جناحاها بعد الذبح وهي تتحرك؟ بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذكاة الشرعية منها ما لا يحصل الإجزاء دونه، ومنها ما هو أكمل في الذبح وليس شرطا في صحة الذكاة، وقد بينا مذاهب العلماء في ذلك، ويمكنك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 62087.

فعلى المسلم إذا أراد أن يذبح حيوانا أو طيرا أن يحسن ذبحه بطريقة تريحه، ولا يذبحه بطريقة تعذبه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته. رواه مسلم.

والطريقة المستحبة في ذبح الحيوان كله ـ غير الإبل ـ أن تضجع الذبيحة على جنبها الأيسر، لأن ذلك أريح لها، وأسهل على الذابح في أخذ السكين باليمين، وإمساك رأسها باليسار، وتكون موجهة إلى القبلة، وانظر الفتوى: 170181، وما أحيل عليه فيها.

وإذا علم أن ذبحها قائمة أو باركة أحسن لها وأليق بها فلا مانع منه، لأن استحباب الإضجاع هو لأجل إحسان الذبح، وليس بشرط في صحة الذكاة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني