الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حفظ الخمر في البيت لمن يشربها معصية تستوجب التوبة

السؤال

لما يزيد عن العام ترك أحد الأصدقاء عبوة فيها خمر ولكنها نفدت قبل أن يستعيدها، ولله الحمد أبعدني الله عما كنت فيه، فهل يلزمني شيء تجاهه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالخمر أم الخبائث وقد لعن فيها عشرة، فعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها. رواه أبو داود.

ولا ضمان عليك في تلفها لو كنت أتلفتها فضلا عن أن تتلف بنفسها، قال ابن قدامة في شرحه: جملة ذلك أنه لا يجب ضمان الخمر والخنزير سواء كان متلفه مسلما، أو ذميا لمسلم، أو ذمي، نص عليه أحمد في رواية أبي الحارث في الرجل يهريق مسكرا لمسلم، أو لذمي خمرا فلا ضمان عليه، وبهذا قال الشافعي. اهـ.

وينبغي أن تعلم أن قبولك لهذه الخمر معصية تستوجب التوبة، كما ينبغي أن تعلم أن صحبة السوء وبال وأصحاب السوء يأتون يوم القيامة أعداء لمن كان يصاحبهم، قال تعالى: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ { الزخرف:67}.

ولأن صحبتهم تجلب على المرء أضرارا كثيرة في الدنيا والآخرة، روى الشيخان عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة.

إلى غير ذلك من الأدلة الكثيرة الصريحة التي تفيد أن صحبة رفقاء السوء بكافة أنواعهم شر وضرر، ومجالسة شاربي الخمر قد تؤدي بالجليس إلى معاقرتها، كما بينا في الفتوى رقم: 59436.

ففر من أصحاب السوء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني