الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يشترط لتجديد الوضوء دخول وقت الصلاة

السؤال

أعلم أن من السنة تجديد الوضوء لكل صلاة. فما هو وقت تجديد الوضوء هل أعيد الوضوء قبل دخول وقت الصلاة القادمة بقليل أم أجدده عند دخول وقتها، فمثلا أريد تجديد الوضوء لصلاة المغرب فهل أتوضأ قبل المغرب بقليل ثم أصلي ركعتي الوضوء قبل دخول المغرب هل هذا الفعل صحيح مشروع من السنة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :

فتجديد الوضوء للفريضة يستحب لما رواه البخاري في صحيحه – واللفظ له – وأحمد والترمذي من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ. اهــ. وقد تعددت أقوال الفقهاء في ضابط تجديد الوضوء على أقوال.

قال النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم: وَفِي شَرْط اِسْتِحْبَاب التَّجْدِيد أَوْجُه أحَدهَا : أَنَّهُ يُسْتَحَبّ لِمَنْ صَلَّى بِهِ صَلَاة سَوَاء كَانَتْ فَرِيضَة أَوْ نَافِلَة . وَالثَّانِي : لَا يُسْتَحَبّ إِلَّا لِمَنْ صَلَّى فَرِيضَة . وَالثَّالِث : يُسْتَحَبّ لِمَنْ فَعَلَ بِهِ مَا لَا يَجُوز إِلَّا بِطَهَارَةٍ كَمَسِّ الْمُصْحَف وَسُجُود التِّلَاوَة. وَالرَّابِع: يُسْتَحَبّ وَإِنْ لَمْ يَفْعَل بِهِ شَيْئًا أَصْلًا بِشَرْطِ أَنْ يَتَخَلَّل بَيْن التَّجْدِيد وَالْوُضُوء زَمَن يَقَع بِمِثْلِهِ تَفْرِيق. اهـ.

ولم نجد من بين أقوال أهل العلم من يشترط لتجديد الوضوء دخول وقت الصلاة القادمة، وبالتالي فإنه يبقى على الأصل من أن الوضوء لا يشترط له دخول الوقت.

وعليه فإذا حصل لك ما يستحب له تجديد الوضوء على ما ذكرناه من الخلاف فلك أن تجدده متى أردت ذلك، قبل دخول الوقت أو بعده.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني