الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا)

السؤال

هل كان هناك من وجود لإنسي أو غيره على وجه الأرض قبل أن يهبط عليها سيدنا آدم وحواء وإبليس الملعون؟
وشكرًا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد ورد في تفسير قوله تعالى: أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ [البقرة:30] عدة أقوال ذكرها الإمام الطبري ومنها: أن الملائكة علموا أن الإفساد في الأرض حادث بما رأوا ممن كان قبل آدم من الجن. قاله قتاده. اهـ.

وقال الإمام ابن كثير في البداية والنهاية: وقال عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: كانت الجن قبل آدم بألفي عام، فسفكوا الدماء، فبعث إليهم جنداً من الملائكة، فطردوهم إلى جزائر البحور، وعن ابن عباس نحوه. انتهى.

وهذه الآثار الواردة عن بعض الصحابة لم يثبت رفعها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا بسند صحيح، ولا حسن، ولا ضعيف.

ومن المعلوم أن طريق العلم بالغيب: الوحي، وما لم يرد به وحي فالكلام فيه خبط في عماية.

قال الإمام الطبري -رحمه الله-: وإنما تركنا القول بالذي رواه الضحاك عن ابن عباس ووافقه عليه الربيع بن أنس، وبالذي قاله ابن زيد في تأويل ذلك، لأنه لا خبر عندنا بالذي قالوه من وجه يقطع مجيئه العذر ويلزم سامعه به الحجة، والخبر عما مضى وما قد سلف لا يدرك علم صحته إلا بمجيئه مجيئاً يمتنع منه التشاغب والتواطؤ، ويستحيل منه الكذب والخطأ والسهو. اهـ.

وعلى المسلم أن يحرص على السؤال الذي ينبني عليه عمل، ويستفيد منه في دنياه وآخرته، والعلم بوجود سكان على الأرض قبل آدم أو عدم وجودهم، لا ثمرة له. ولذا؛ لم يخبرنا الله به، ولم يتعبدنا بعلمه، والعلم به لا ينفع، والجهل به لا يضر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني