الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الأكل من ذبائح الدروز

السؤال

أريد السؤال عن الذبائح فقد قرأت أن ذبائح الدروز لا تجوز على اعتبار أنهم يؤلهون الحاكم بأمر الله، لكن أنا أعيش في منطقة ظاهرياً معظمهم دروز، و حسب ما أعلم أنهم لا يؤلهونه بل يقولون إن الله تجلى في صورة الحاكم من أجل هداية الناس و يقومون بالتسمية قبل الذبح و يذبحون حسب الطريقة الإسلامية. أفلا تكون بذلك الذبيحة قد وجهوها لله ؟هل تكون الذبيحة حلالا؟ أيضا المسيحيون عندهم في اعتقاداتهم المنتشرة أشياء تخالف الإسلام ..مع العلم أن أهلي-غير مسلمين- يشترون من محلات ليس معروفا عنها أنها للمسلمين ...و أصبحت لا أتناول اللحم و لا أتناول الطعام مع أهلي إذا كان فيه لحم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد خص الله أهل الكتاب من دون بقية أنواع المشركين بحل نكاح نسائهم وأكل ذبائحهم، فقال تعالى: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ [المائدة: 5] والمراد من طعامهم ذبائحهم، إذ لو لم يكن المراد ذلك لم يكن للتخصيص بأهل الكتاب معنى، لأن غير الذبائح من أطعمة سائر الكفرة مأكول، ولو فرض أن الطعام غير مختص بالذبائح فهو اسم لما يتطعم، والذبائح مما يتطعم، فيدخل تحت اسم الطعام فيحل لنا أكلها. والمقصود بالكتابي في باب الذبائح اليهودي والنصراني، كما جاء في (الموسوعة الفقهية).
وقد سبق لنا في الفتوى رقم: 2354 بيان حقيقة الدروز وأنهم فرقة باطنية كافرة، لا تجوز الصلاة على موتاهم ولا أكل ذبائحهم.
وأما ما ذكره الأخ السائل من أن الذين يعيش معهم من الدروز لا يؤلهون الحاكم، وإنما يعتقدون (أن الله تجلى في صورته من أجل هداية الناس !!!) فلو افترضنا صحته فلن يغير من الحكم شيئا، فإن هذا الاعتقاد كاف في حصول الكفر والخروج من الإسلام والإيمان. فلا تحل ذبائحهم ولو ذكروا اسم الله تعالى عليها، شأنهم شأن سائر أنواع المشركين عدا أهل الكتاب.

وإذا كثر في بلدكم من يتولى الذبح من غير المسلمين ومن غير أهل الكتاب، فيجب حينئذ الاحتياط بعدم أكلها استبراءً للدين. كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 135432.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني