الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم صنع الحلي من طعام صلاحيته منتهية

السؤال

هل يجوز استخدام الطحين المنتهية صلاحيته؟ هناك عجينة تسمى عجينة الملح أقوم بصنعها من الطحين والملح مع الماء فقط وليست مستساغة الطعم أبداً، فهي مالحة جداً, ثم إدخالها الفرن وتلوينها بعد ذلك واستخدامها في الاكسسوارات النسائية من قلائد وأقراط وخواتم وهكذا، وأنا في الحقيقة لا أستخدمها لتكلفتها القليلة، بل لكونها هي الأمثل في عملية التلوين والتشكيل فهي بعد وضعها في الفرن تصبح قاسية جداً، مع العلم بأنني اشتريت العديد من العجائن وقمت بطلب عجائن خاصة من أمريكا، لكنها لم تكن أفضل أبداً من عجينة الملح من ناحية القوة والتلوين والتشكيل، فهل يجوز عملي هذا؟ رغم أنني لا أعلم ما يصنع أصحابها بها بعد شرائها أو عندما يريد التخلص منها وهل يرميها في القمامة أم لا؟ وجزاكم الله عنا خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الأصل وجوب احترام الطعام الصالح للانتفاع، أما إذا كانت مدة صلاحيته للاستعمال البشري قد انتهت فلا حرج في استخدامه في صناعة ما ينتفع به، وسبق أن بينا أن الطعام إذا لم يعد صالحا للاستعمال فإنه يتخلص منه بإطعامه للحيوان أو رميه في القمامة، وانظري الفتويين رقم: 65910، ورقم: 104659.

واستخدام الصالح منه في صناعة حلي النساء وغير ذلك من وجوه الانتفاع المشروعة التي ليس فيها تبذير أو فساد، فالظاهر أنه لا حرج فيه ـ إن شاء الله تعالى ـ بناء على أن الأصل جواز الانتفاع ما لم يكن هناك فساد أو تبذير وهو ما لم نلاحظه في استعماله في صناعة حلي النساء وزينتهن التي أذن لهن الشرع في اتخاذها، ومع ذلك فإننا ننصح باتخاذ الحلي وغيره من أدوات الزينة من الأحجار الكريمة والمعادن النفيسة وغير ذلك مما هو مخصص للزينة دون اتخاذه من الطعام الصالح للاستعمال البشري، احتراما للطعام وبعدا عن التبذير، وللمزيد من الفائدة انظري الفتوى رقم: 12981.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني