الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم صلاة من ينطق همزة (إياك) كهمزة وصل

السؤال

إذا نطقت كلمة" إياك " في الفاتحة في الصلاة كأنها همزة وصل لا قطع. هل هذا لحن خفي ؟
وهل عندما نبالغ في التشديد عند وجود شدة بحيث يطول الزمن ونحن ننطق نفس الحرف (المشدد).هل هذا خطأ ؟مثلا كلمة"الضالين" إذا بالغنا في تشديد حرف الضاد فإنه- لوقت قد يطول - لا يخرج أي صوت. هل هذا لحن جلي ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم :154321 ، أن الفرق بين همزة الوصل وهمزة القطع يظهر في درج الكلام، فتسقط همزة الوصل ويؤتى بهمزة القطع ، أما في حال الابتداء بالكلام فلا فرق بينهما لأن همزة الوصل تنطق كهمزة القطع حينئذ، وعليه فإن إسقاط همزة القطع في الآية المذكورة على كل حال يعتبر إسقاطا لحرف من الفاتحة، وذلك خطأ مبطل للصلاة، إذا لم يتم تداركه بإعادة الكلمة على الوجه الصحيح، ومثل هذا ما يقع فيه البعض من قراءة قوله تعالى: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ. {الفاتحة:7} ـ بإسقاط همزة القطع، وهذا خطأ بلا شك، وتبطل الصلاة به إذا لم يتداركه المصلي.

ففي حاشية الجمل على المنهج في الفقه الشافعي: وسئل الشهاب الرملي عما إذا قرأ المصلي أنعمت بإسقاط همزة القطع للدرج هل تصح قراءته ولا تبطل صلاته أم لا؟ فأجاب بأنه لا تبطل صلاته بقراءته المذكورة بل يجب عليه إعادة تلك الكلمة لإسقاط الهمزة. انتهى. وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم :160619 ، والفتوى رقم :108886، كما أن المبالغة في تشديد الحرف المشدد على النحو المذكور يعتبر إفراطا في التشديد، وهو مكروه.

قال النووي في المجموع: ويجب إظهار التشديد في الحرف المشدد، فإن بالغ في التشديد لم تبطل صلاته لكن الأحسن اقتصاره على الحد المعروف للقراءة .انتهى.

ثم إن كانت الأخت السائلة ممن يوسوس في كيفية النطق بالأحرف ومخارجها، فيتعين عليها أن تعرض عن الوسواس جملة، وأن تمضي في صلاتها بصورة عادية غير مكترثة بالتدقيق في كيفية النطق حتى يعافيها الله عز وجل.

فقد حذر أهل العلم من الوسوسة في المخارج مبينين خطرها، وأنها من تلبيس الشيطان على المسلم ، وليكن تركيزها على تدبر معاني القرآن واستشعار الخشوع في الصلاة بدلا من التركيز على كيفية النطق بالحرف، فإن الوسوسة في مخارج الحروف من مصائد الشيطان، كما أن تركيز المصلي على مخارج الحروف وتعمقه في النطق بالتكبير وغيره وإغفال تفهم القرآن والاتعاظ به من غرور الشيطان.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى في إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان: ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم : قال أبو الفرج ابن الجوزي : قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول : الحمد الحمد فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة، وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب قال : ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده، والمراد تحقيق الحرف حسب، وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة، وكل هذه الوساوس من إبليس .انتهى.

وفي الروض للبهوتي في الفقه الحنبلي : ويكره الإفراط في التشديد والمد. انتهى.

وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم :78097.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني