الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اتخاذ غصن الزيتون شعارًا للسلام لم يرد في الكتاب والسنة

السؤال

لماذا يتخذ البشر من غصن الزيتون شعاراً للسلام: هل لأنها شجرة مباركة وورد ذكرها في القرآن الكريم؟ وشكراَ.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:

فأصل هذه الفكرة -وهي أن الناس اتخذوا طائر الحمام وورق الزيتون شعاراً للسلام- ناتج مما ورد في بعض المراجع من أن الله تعالى لما أغرق الكفار وأنجى المؤمنين مع نوح عليه السلام في السفينة، بعث نوح عليه وعلى نبينا وجميع الأنبياء الصلاة والسلام الحمامة، فأتت وفي منقارها ورق الزيتون، ورجلاها ملطختان بالطين، فكانت بشارة لنوح ومن معه، ومن ذلك الحين أصبح شعاراً للأمن والرخاء والسلام.

وذكر ابن كثير هذا الأثر في تفسيره عند قوله تعالى في سورة (هود): {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} {هود:44}، ولا يخفى على السائل أن هذا الأمر لا يترتب عليه حكم، لأنه مجرد حدث تاريخي على افتراض ثبوته، وقد صالح النبي صلى الله عليه وسلم أقواماً، وسالم آخرين، ولم يفعل شيئاً من ذلك، فجانب التشريع فيه مفقود، فلا ينبغي لأحد أن يفعله، إذ لو كان خيراً لفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني