الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يفعل الأبناء إن مرض أبوهم فلم يصل ولم يصم عدة أيام ثم مات

السؤال

والدي ـ رحمه الله ـ كان من المصلين حافطا للقرآن مكثرا من تلاوته إلا أنه في آخر 15 يوما من حياته ـ وكانت في رمضان ـ مرض مرضا شديدا ولم يكن يستطيع الكلام أو الحركة أبدا من السرير أو الصيام ولم يفقد وعيه حتى توفاه الله، فقمنا بإخراج كفارة الصيام من ماله إلا أنني هذا العام تذكرت أنه لم يكن يصلي أيضا لعدم قدرته على الحركة وأننا لم ننتبه لهذا، فماذا أفعل لأكفر عن صلاة والدي الفائتة؟ وكيف أقضيها عنه؟ وهل علينا نحن أبناؤه إثم في التقصير في حق والدي أو واجبنا نحو الله؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يرحم والدكم رحمة واسعة، وقد كان الواجب على والدكم أن يصلي في مرضه ذاك، لأن الصلاة لا تسقط عن أحد ما دام عقله ثابتا، وكان يلزمه أن يصلي حسب استطاعته ولو بالإيماء برأسه أو بطرفه ويمر أذكار الصلاة على قلبه، وقد أخطأتم حين لم تسألوا أهل العلم عما يجب على والدكم في هذا المرض، أما وقد أفضى إلى ربه فنرجو أن يتجاوز الله عنه لجهله بما يجب عليه، وينبغي لكم أن تكثروا من الاستغفار لوالدكم والدعاء له بالرحمة، ولو وهبتم ثواب شيء من صالحات الأعمال له من صدقة أو غيرها نفعه ذلك ـ إن شاء الله ـ وانظر الفتوى رقم: 111133.

ولا تلزمه كفارة لتركه الصلاة في تلك المدة، ولا يشرع لكم قضاء ما تركه من الصلوات، وإنما تجتهدون في الدعاء له والاستغفار له كما مر، ولا يشرع لكم إخراج كفارة الصوم عنه من تركته إذا كان معذورا بتركه الصيام لمرضه وتضمنون حصة من لم يبلغ الرشد من الورثة ومن لم يوافق، وتراجع الفتوى رقم: 2502.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني