الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معالجة هواجس النفس بشأن النقاب

السؤال

أنا فتاة منتقبة اتخذت هذا القرار قبل ستة أو خمسة أشهر تقريباً، ومن دوافعي للنقاب أنني لا أجد الراحة في أن أمشي مكشوفة الوجه في السوق مثلاً وكنت أعاني من التحرش فأنا والحمد لله على قدر من الجمال ومشكلتي أنني لا زلت في حالة صراع مع نفسي تجاه انتقابي فيوما أشكر الله على ارتدائي إياه وأكون مقتنعة به أشد الاقتناع، ومرة أخرى أجدني مترددة وأوشك أن أندم، وهكذا فأنا أتذبذب كل يوم، وكنت أتمنى لو أن باستطاعتي ارتداء النقاب في مواطن مثل السوق بينما لا أرتديه في مواطن أخرى كمنزل عائلتي الذي يتواجد فيه من ليسوا بمحارمي كأزواج خالاتي أعلم أن ذلك غير ممكن ولكن لأشرح لكم تفكيري أريد أن أعرف، هل كان قراري صحيحا بارتدائي إياه مع العلم أنني ارتديته بعد استخارات كثيرة، وهل ما أعانيه من صراع وتذبذب هو نتيجة الاستخارة؟ وإن كان كذلك فكيف أتصرف؟ أم هو مجرد وسوسة لكي لا أستمر في طريقي؟ وعندما أجلس مع نفسي أجد شيئا قد يكون هو السبب لما أشعر به، ربما انعدام القدوة والأصدقاء الذين يعينونني على التمسك به مع العلم أن والدتي منتقبة أيضاً، حيث إن جميع من حولي غير منتقبات ـ صديقاتي المقربات جداً ـ فهل يمكنني إيجاد صداقات أخرى أكثر صلاحا وأختلط بهن؟ مع العلم أن صديقاتي على أخلاق عالية وعادتي ألا أدخل في حياتي إلا من أثق فيه شخصاً وطبعاً وأخلاقاً، وعمري 18 سنة، وهذه أول سنة لي في الجامعة حيث انتقلت للدراسة في دولتي بعد أن عشت في دولة محافظة، ونقطة أخرى، وهي أنني استنتجت أن لي سمات الشخصية المزاجية التي بدأ يؤرقني وجودها فيّ، فكيف أتعامل مع نفسي وتفكيري وأنا مزاجية لكي أرقى بنفسي وسلوكي؟ وهل هي سبب لما أعانيه من تردد؟ وجزاكم الله كل خير وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحمد لله الذي من عليك بالتوفيق لطاعته والحرص على مرضاته فتلك نعمة عظيمة ينبغي أن تشكري الله عليها، ومن شكرها أن تثبتي على الطاعة ولا تستجيبي لوساوس الشيطان وهواجس النفس التي تسعى لتخذيلك وتثبيط همتك وتشويش فكرك، واعلمي أن الاستخارة في تغطية الوجه لا محل لها، سواء قلنا بوجوبه أو استحبابه، وراجعي الفتوى: 118831.

وعليه، فلا تلتفتي لتلك الوساوس واستعيني بالله وتوكلي عليه وأكثري من دعائه أن يوفقك ويثبتك على طاعته، واحرصي على الاستفادة من دروس أهل العلم ومواعظهم ولا سيما فيما يتعلق بحجاب المرأة، واحرصي على مصاحبة الصالحات فإنه من أنفع أسباب الهداية والاستقامة فابحثي عن هؤلاء الصالحات فهن كثيرات بفضل الله، وننبهك إلى أن المرأة مأمورة بإخفاء زينتها عن الرجال الأجانب من الأقارب أو غيرهم، لكن على فرض أن المحافظة على الحجاب الكامل في بعض الأحوال توقع المرأة في حرج أو مشقة كبيرة، فإن ذلك ليس مسوغا لتركها الحجاب في كل الأحوال، لأن الميسور لا يسقط بالمعسور وما لا يدرك كله لا يترك كله، واعلمي أنّ الإنسان لا ينتظر أن توافقه نفسه لفعل الطاعة وإنما عليه أن يجاهد نفسه ويخالف هواه ابتغاء مرضاة الله ، قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: إنَّ الصَّالِحِينَ كَانَتْ أَنْفُسُهُمْ تُوَاتِيهِمْ عَلَى الْخَيْرِ عَفْوًا, وَإِنَّ أَنْفُسَنَا لا تَكَادُ تُوَاتِينَا إلا عَلَى كُرْهٍ, فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُكْرِهَهَا.

وأما بخصوص سماتك الشخصية وكيفية التعامل معها: فننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني