الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يُحكم على إنسان بدخول الجنة أو النار إلا من ورد بشأنه نص

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيملقد وقع نقاش بيني وبين صديقي حول الحكم على إنسان بدخوله إلى جهنم أو إلى الجنة مع العلم أن الشخصية التى تحدثنا عنها هي شارون فقال لي: لا تحكم على أي شخص في الدنيا بدخوله إلى الجنة أو إلى النار لأن رحمة الله واسعة. فجاوبته: بأن رحمة الله لا تجوز إلا على المسلمين ولا تجوز على شخص جزار يقتل الأبرياء من النساء والأطفال بالمئات كل يوم مثل شارون. فقال لي: أنت لا تعرف الله ولا يجوز لك أن تتحدث في مثل هذا الموضوع. فأعينوني جزاكم الله خيراً إن كان كلامي صحيحا كي أقنعه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالواجب على المسلم أن يحب من أحبه الله ويبغض من أبغضه الله، والله تعالى يحب المحسنين. قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة:195] ويحب التوابين والمتطهرين. قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة:222]، ويحب المتقين. قال تعالى: (فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) [آل عمران:76]، ويحب المتوكلين. قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران:159]، ويحب المقسطين. قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [المائدة:42]، ويحب الذين يقاتلون في سبيله. قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) [الصف:4]، والله تعالى لا يحب المعتدين. قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) [البقرة:190]، والله تعالى لا يحب الكافرين. قال تعالى: (فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) [آل عمران:32]، ولا يحب من كان مختالاً فخوراً. قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً) [النساء:36]، ولا يحب من كان خوانا أثيماً. قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً) [النساء:107]، ولا يحب الفرحين. قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) [القصص:76]، ولا يحب المستكبرين. قال تعالى: (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) [النحل:23]، ولا يحب الجهر بالسوء. قال تعالى: (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) [النساء:148]، ولا يحب المسرفين. قال تعالى: (وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأنعام:141].
ومحبة العبد لمن يحبه الله وبغضه لمن يبغضه الله من كمال إيمانه، ولكن لا يجوز للمسلم أن يحكم لإنسان معين بجنة أو نار، لأنه لا يدري إن كان مؤمناً أيموت على الإيمان؟ وإن كان كافراً أيموت على الكفر؟ فإن القلوب بيد الله.
وانظر الفتوى رقم: 4625.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني