الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حث ابنتك على مفارقة زوجها النصراني ومحاولة دعوته إلى الإسلام

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الموضوع: لقد شاء القدر وأن أتيت إلى السويد منذ أكثر من 35عاماً من بلاد الشام، وفى السنوات الأولى من وجودي في هذا البلد رزقني الله بفتاة من سيدة سويدية، ولظروف عدة تم الانفصال بيننا وقد عاشت البنت طول طفولتها وشبابها عند والدتها وكان بيني وبين الأم خلاف مستمر مما ترك الكثير من السلبيات حيث أنني لم أتمكن من تقديم الكثير للبنت من الناحية الدينية، والأخلاقية والأدبية لقد التقت بنتي بشاب أيضاً من بلاد الشام وهو شاب مستقيم من الناحية الأدبية والأخلاقية، ولكنه ينتمي إلى المسيحية. ولقد حاولت بقدر ما أستطيع من أجل أن يقوم هذا الشاب بإعلان إسلامه دون جدوى. وأخيراً تركت الأمر لهم حيث أن كلاهما في العشرينات من عمره وقد تم الزواج بينهما. لقد قاطعتهم منذ ذلك الوقت وقد قامت بنتي بعدة محاولات للاتصال بي من أجل الحديث معي أو القدوم لزيارتنا في البيت، ولكن كنت معارضا، ولم أرض على هذا العمل. فالسؤال: ما الممكن عمله من الناحية الدينية والأدبية والأخلاقية؟ جازاكم الله خيراً وشكراً، / صبري رجائي ألاجابة بواسطة البريد الإلكتروني على العنوان التالي: sabri.al telia.com

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: لا يجوز للمسلمة أن تتزوج من كافر، نصرانيا كان أم يهودياً أم غير ذلك. لقوله تعالى: (ولا تُنكحوا المشركين حتى يؤمنوا) [البقرة: 221]. وقوله: (لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن) [الممتحنة: 10]. وقوله: (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً) [النساء: 141]. وهذا محل إجماع بين أهل العلم. وعليك أن تكرر نصحها وتذكيرها بترك هذا المنكر العظيم، فإن هذا ليس زواجاً شرعياً، وإنما يعد علاقة محرمة آثمة، والواجب عليها مفارقة صاحبها، ثم محاولة دعوته إلى الإسلام، وليكن كلامك معها منحصراً في هذه القضية، عسى أن يعود إليها رشدها. ولا شك أن ما حدث لك هو ثمرة من ثمار المعيشة في بلاد الغرب التي يفقد المرء فيها القوامة والسيطرة على أبنائه، ولذا ننصح جميع المسلمين بترك الإقامة في هذه البلاد ما لم تدع حاجة ماسة إلى ذلك كالإقامة للدعوة إلى الله أو طلب العلم النافع أو للعلاج ونحو ذلك مع ضرورة الاهتمام بالأبناء وتعليمهم الإسلام، ومنعهم من العلاقات المحرمة. وقد جاء في سؤالك قولك: لقد شاء القدر. وهذا التعبير لا يجوز استعماله، فالقدر أمر معنوي ولا مشيئة له، وإنما المشيئة لمن هو قادر ومقدر وهو الله سبحانه، ولا يصح أن يقال أيضا: وشاءت قدرة الله كما أفتى بذلك الشيخ محمد بن صالح العثيمين. حفظه الله. وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى. والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني