الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمهل تم ذكر أي شيء عن ما توصل إليه إبليس من العلم أو ما مقدار العلم الذي يعلمه إبليس في مختلف العلوم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإنه لم يرد -حسب علمنا- عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء يعتمد عليه في هذا الموضوع، وغاية ما نقله المفسرون هو أقوال عن بعض الصحابة والتابعين وغيرهم، منها ما ذكره الشوكاني في فتح القدير قال: وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن الأنباري عنه -يعني ابن عباس- قال: كان إبليس قبل أن يرتكب المعصية من الملائكة، اسمه عزازيل، وكان من سكان الأرض، وكان من أشد الملائكة اجتهاداً وأكثرهم علماً، فذلك دعاه إلى الكبر، وكان من حي يسمون جناً. ا.هـ
ومثل هذا يؤخذ في الغالب عن كتب أهل الكتاب، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار". رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
وفي رواية عن الطبراني في معجمه الكبير عن أبي نملة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما حدثكم أهل الكتاب فلا تكذبوهم ولا تصدقوهم، وقولوا: آمنا بالله ورسله وكتبه، فإن كان حقاً لم تكذبوا، وإن كان باطلاً لم تصدقوا".
فمجموع هذين الحديثين يدل على جواز سماعهم والرواية عنهم مع عدم التصديق أو التكذيب، لأن في كتبهم المحرفة حقاً وباطلاً، وهذا يعني أنه لا يفيد علماً، لأنه لو كان كذلك لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالأخذ بها كما أمر بالأخذ بسنته، وليس لكل أحد النظر في كتبهم، لأن في ذلك من المخاطر ما الله به عليم.
ونحن نوصي السائل الكريم بألا يهتم بمثل هذه الأمور التي لا يترتب عليها حكم شرعي عملي، وليعلم الأخ السائل الكريم أن هدف موقعنا على الشبكة الإسلامية هو بيان الحلال والحرام، وإرشاد الأمة إلى كيفية عبادة ربها، والله يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني