الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ارتد معاوية رضي الله عنه ثم عاد للإسلام بالمال

السؤال

سمعت أحد الدعاة على قناة فضائية يقول إن معاوية ارتد ثم عاد إلى الإسلام بالمال أي تم تأليفه فهو من المؤلفة قلوبهم، فهل هذا صحيح؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذه دعوى كاذبة فاجرة، فلم يذكر أحد ممن يُعتد بنقله شيئا عن ردة معاوية ـ رضي الله عنه ـ وقد كان من كتبة الوحي ورويت في فضله أحاديث راجع بعضها في الفتوى رقم: 34898.

وقد كان حسن الإسلام، وإن كان قد تأخر إسلامه إلى يوم الفتح، فكان من مسلمة الفتح الذين عرفوا بالمؤلفة قلوبهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر لهم العطاء من غنائم الطائف تأليفا لقلوبهم، روى البيهقي في دلائل النبوة عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم وغيره، قالوا: كان من أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحاب المئين من المؤلفة قلوبهم من قريش وسائر العرب من بني عبد شمس: أبو سفيان بن حرب مائة بعير، وأعطى ابنه معاوية مائة بعير.

وراجع الفتوى رقم: 20218.

وجاء في كتاب: معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين وكاتب وحي النبي الأمين -صلى الله عليه وسلم- كشف شبهات ورد مفتريات: قد ثبت إسلام معاوية ـ رضي الله عنه ـ والإسلام يَجُبُّ ما قبله، فمن ادعى أنه ارتد بعد ذلك كان مدعيًا دعوى بلا دليل لو لم يعلم كذب دعواه، فكيف إذا علم كذب دعواه، وأنه ما زال على الإسلام إلى أن مات، كما علم بقاء غيره على الإسلام؟ فالطريق الذي يُعلم به بقاء إسلام أكثر الناس من الصحابة وغيرهم، يُعلم به بقاء إسلام معاوية ـ رضي الله عنه ـ والمدَّعي لارتداد معاوية وعثمان وأبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهم ـ ليس هو أظهر حجة من المدعي لارتداد عليّ رضي الله عنه، فإن كان المدَّعي لارتداد عليّ رضي الله عنه كاذبًا، فالمدعي لارتداد هؤلاء أظهر كذبًا. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني