الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المقصود بالجلباب ولبس المرأة الساتر من الثياب وتحري الإخلاص والخوف من الرياء

السؤال

يقول تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ـ الرجاء إعطائي معنى كلمة جلابيبهن وهل هي حصرا الجلباب أو ما يسمى الآن الترانشكوت والمانطو؟ أم هي تعني كل لباس محتشم لا يصف ولا يشف؟.
والسؤال الثاني: كنت أرتدي الترانشكوت ثم صرت ألبس للخروج ملابس فضفاضة ـ تنورة وقميص ـ ولكنني وجدت أن ارتداء الترانشكوت أستر عند ركوب المواصلات وأستر في الحركة بشكل عام فقررت العودة له، ولكن تزامنت مع ذلك أفكار صارت تخطر ببالي أنه ماذا سيقول عني الناس الذين اعتادو رؤيتي بالترانشكوت والآن سيروني باللباس الجديد رغم أنه ساتر ـ بإذن الله ـ ولكنني خائفة من أن يكون عملي في العودة لارتداء الترانشكوت فيه رياء وعدم إخلاص رغم أنني والله لا أبتغي إلا وجه الله ولكن الأفكار أصبحت تسيطر علي وأجاهدها وصرت أتقصد أن يراني الناس بنمط لباسي الجديد قبل أن أعود لارتداء الترانشكوت بشكل دائم، فهل هذا التصرف
يحميني من الرياء ويثبتني على توحيد القصد لله عز وجل؟ وهل لا بأس إن عدت لارتداء الترانشكوت قبل أن يراني كل من اعتاد على رؤيتي مرتدية للترانشكوت بنمط لباسي الجديد؟ الرجاء الرد بسرعة، لأن الأفكار تؤرقني وأفيدوني أفادكم الله إن كنت بسبب هذه الأفكار دخلت في دائرة النفاق ـ والعياذ بالله ـ ولكم جزيل الشكر وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمقصود بالجلباب من الناحية الشرعية واللغوية: الثوب الواسع الذي يستر جميع البدن، سواء كان ملحفة أو عباءة أو ملاءة، فالشرع لم يعين للمرأة نوعاً من اللباس، بل أي لباس تحقق فيه وصف الستر بتوفر الشروط الواجب توفرها فيه، فهو حجاب شرعي، كما سبق بيانه في الفتويين رقم: 22618، ورقم: 140962.

وراجعي في بيان الشروط الواجب توفرها في لباس المرأة الفتوى رقم: 6745.

وأما ما ذكرت الأخت السائلة من خوفها من وصف النفاق أو الرياء، فهذا الخوف نفسه يبعد عنها هذه التهمة، قال البخاري في صحيحه: باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر.

وقال إبراهيم التيمي: ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا.

وقال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل.

ويذكر عن الحسن: ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق. اهـ.

وأما بالنسبة للباس الذي تراه السائلة أستر عند ركوب المواصلات وأستر في الحركة بشكل عام ... فعليها أن تبادرإلى لبسه ولا تبالي بوساوس الرياء ومراعاة نظر الناس، فهذا مدخل من مداخل الشيطان على المؤمن، فيخوفه من الرياء ليدع ما هو أحب إلى الله وأقرب إلى الصواب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني