الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إحسان الزوجة لأهل زوجها يقوي رابطة الزوجية

السؤال

أنا متزوج منذ 6 اشهر وكلما حدثت زوجتي عن السفر والسكن بالقرب من أهلي تشعرني بأنها ترفض ذلك ، ومنذ يومين احتد النقاش بيننا وأخبرتني أنه حتى من الناحية الشرعية يحق لها عدم طرح السلام على أهلي وإن فعلت ذلك فهو من باب الإرضاء لزوجها فقط وأنه بإمكانها أيضا أن تمنع ابنها من زيارة أهلي.... وأمر آخر طرحت عليها أن نقوم بزيارة أهلي مرة أسبوعيا على الأقل علما بأنني سوف أسكن بمدينة قريبة منهم ، ولكنها رفضت أيضا بدواعي أن من حقها كزوجة أن ترفض مع العلم بأن معاملة أهلي لها ممتازة وأنا لا أسمح لأحد بتجاوز حدوده معها...أرجو إجابتي بأسرع وقت مع الشكر الجزيل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

أما بالنسبة للسفر فإن كان المقصود أن تسافر بزوجتك بعيدا عن أهلها ، فالأصل أن تطيعك في ذلك إلا إذا اشترطت عليك قبل العقد عدم نقلها من بلدها فيجب عليك الوفاء بذلك، وراجع في هذا فتوانا رقم: 59904.

وأما سكناها بقرب أهلك فإن كان في بيت مستقل بمرافقه ولو في جزء من بيت العائلة لا يلحقها ضرر بسبب ذلك فليس لها الحق في الامتناع عن ذلك. وراجع الفتوى رقم: 66191.

ومن المطلوب شرعا أن تحسن الزوجة معاشرة أصهارها، فإن هذا مما تحدث به الألفة وتزداد به المودة بينها وبين زوجها. وأما السلام عليهم فإن ابتداء السلام سنة وليس بفرض، ولكن لا ينبغي لها أن تترك إلقاء السلام عليهم، بل لا يجوز لها أن تترك السلام عليهم بالكلية، لأن في هذا نوعا من الهجر، والهجر لا يجوز إلا لمسوغ شرعي ووفق ضوابط بينها الشرع، ويمكن أن تطالعها بالفتوى رقم: 25074.

وليس من حقها منع ابنها من زيارة أهل زوجها إلا لسبب مشروع، وانظر الفتوى رقم: 112149.

وأما بخصوص طلب الزوج من زوجته زيارة أهله فقد سبق أن بينا أنه لا يجب عليها أن تطيعه في ذلك في الفتوى رقم: 175789 لكن ينبغي لها أن تطيعه فتزور أهله صلة للرحم وجبرا لخاطر الزوج.
ونوصيك أيها الأخ بتحري الحكمة في حل مشاكلك مع زوجتك، وفي حال نشوزها وعصيانها لك أن تتبع معها الخطوات التي بينها الشرع لتأديبها وهي مبينة بالفتوى رقم: 1103 ، ولا تنس أن تدعو الله لها بالصلاح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني