الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يحكم على الأشياء بالنجاسة بمجرد الشك

السؤال

مشكلتي في وسواس النجاسة والطهارة والذي تسبب في تركي للصلوات والعياذ بالله وأنا حزين جدا جدا جدا
وهي أن المذي انتشر في الغرفة والأرضية بسبب فعل العادة السرية وعدم التحرز من المذي النجس والمشكلة الأدهى والأمر أن بعض الفرش الذي أصابها مذي كنت وضعتها في مكان بعيد لكني في يوم من الأيام سافرت ودخل أهلي الغرفة ورتبوها وأتوا بالفرش التي أصابها مذي سابقا ووضعوها على السرير وقاموا بتغيير المرتبة التي فوق السرير وأتوا بمرتبة أخرى ولمست الأرض قبل وضعها على السرير ولا أعرف ماذا أفعل تنجست ثيابي لأني أجلس على السرير فترات طويلة وأحيانا كثيرة أكون مبتلا فأصابني الضياع  والمشكلة الأخرى أني عملت حجامة في ظهري قبل سبع سنوات وبقي آثار الموس في ظهري على شكل خطوط في خمسة مواضع جاءني وسواس أن هذا شي لاصق في ظهري ويمنع وصول الماء مع أني متأكد والله العظيم أن هذا من أثر الموس وليس بحائل أنا الآن لي شهران لم أصل بسبب أن كل شي نجس ولا أعرف كيف أطهره ؟
أرجو أن تهونوا علي وترشدوني إلي السبيل اليسير

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بلغ منك الوسواس مبلغا عظيما أيها الأخ الكريم، وكل هذا سببه استرسالك مع الوساوس واستسلامك لها، ولو راجعت فتاوانا لوجدت أننا كثيرا ما ننبه على خطر الوسوسة وضرورة تجاهلها والإعراض عنها، فاعلم شفاك الله أنه لا علاج لهذه الوساوس إلا الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها وألا تعيرها أي اهتمام، ومهما وسوس لك الشيطان فاعلم أن هذا من كيده لك ومكره بك يريد بذلك أن يصدك عن العبادة ويصرفك عن الطاعة فإياك أن تستجيب له وتسترسل مع هذه الوساوس التي يلقيها في قلبك، وانظر في علاج الوسوسة الفتوى رقم: 134196 ، ورقم: 51601

واعلم أن الأشياء لا تنجس بمجرد الشك، وأن الأرض لو فرض أنه أصابتها نجاسة فإنها تطهر بالجفاف على ما رجحه كثير من العلماء، وأن ثيابك لم تتنجس وإن كنت جلست بها على الفراش المتنجس وهي مبتلة فإن كثيرا من العلماء يذهبون إلى أن النجاسة لا تنتقل من جسم لآخر ولو كان أحدهما مبتلا، وانظر الفتوى رقم: 154941 ، وأخذك بهذه الرخص مما لا حرج فيه، فإن للموسوس أن يترخص ويعمل بأسهل الأقوال ريثما يعافيه الله تعالى، وانظر الفتوى رقم: 181305 ، فعليك أن تعيش حياتك بصورة طبيعية، وأن تقطع أن كل ما يحيط بك من الفرش والأرض وما تلبسه من الثياب وغير ذلك كل هذا طاهر لا يلزمك تجاهه شيء إلا ما تيقنت يقينا جازما تستطيع أن تحلف عليه أنه أصابته نجاسة فحينئذ يلزمك تطهيره لأجل الصلاة، وأما تركك الصلاة هذه المدة فهو دليل على أن الشيطان قد بلغ ما يريده منك بزرع هذه الوساوس وإلقائها في قلبك، فتب إلى الله تعالى توبة نصوحا وحافظ على صلاتك في وقتها ولا تلتفت إلى شيء من هذه الوساوس الشيطانية لا في النجاسة ولا في وجود حائل بجسمك ولا غير ذلك، وننصحك بأن تراجع طبيبا ثقة امتثالا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم بالتداوي، كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا لمزيد الفائدة، نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني