الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توضيح حول قاعدة الكلام ينسب إلى قائله ابتداء

السؤال

حول قاعدة ( الكلام ينسب إلى قائله ابتداء ) قد قرأت فيها ما سبق من فتاويكم ولكنها لم تشف فأرجو بيان الآتى ذكره بتفصيل وإسهاب وتوضيح وبيان : قد سبق ذكر أن فى القرآن أقوالا للأنبياء وغيرهم قد قالوها فى أزمانهم ثم جاءت فى القرآن بعد ذلك معربة فكانت منهم بداية إذن بتطبيق قاعدة الكلام ينسب إلى من قاله ابتداء فينسب لهم هناك من قال إنه مثلا فى قول الله تعالى ( وقال موسى) أو (وقال نوح) وغيرها من الآيات الذى قال (وقال موسى أو وقال نوح) ليس موسى أو نوح إذ لم يبدأوا الكلام وإن الله هو الذى ابتدأ الكلام بمجموعه لكن لو كان ذلك كذلك لقلنا مثلا إنه فى أحاديث النبى المنقولة إلينا الكلام ينسب إلى الصحابى لأنه قال( قال رسول الله) ويسرد الحديث فالذى قال( قال رسول الله) بالطبع ليس الرسول عليه الصلاة والسلام إذا بنفس المفهوم ينسب الكلام إلى الصحابى وهناك من قال إن الكلام ينسب إلى ناقله كما ينسب إلى قائله واستدلوا بقول الله تعالى ( إنه لقول رسول كريم ) ولكن نسبة الكلام إلى الناقل لا تعنى أنه كلامه فأرجو الرد على ما سبق ردا شافيا كافيا دون إحالة إلى فتوى سابقة ليس فيها جديد زادنا الله وإياكم علما وفضلا وصبرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالكلام ينسب إلى قائله ابتداء والمراد بهذا من نطق بذلك الكلام أولا ولا يراد به من ابتدأ حكاية أقوال وقال في كلامه قال فلان أو فلان فإن هذا يعتبر حاكيا ولا يعتبر هو الذي أنشأ الكلام ابتداء ، وبناء عليه فما ذكرت من إشكالات في سؤالك مما بدا لك لا يعارض القاعدة لأن القاعدة لا يقصد بها من بدأ حكاية الكلام نقلا له عن الغير .

وقد قال شيخ الاسلام في الفتاوى :

وأما قوله تعالى : { إنه لقول رسول كريم } . فهذا قد ذكره في موضعين . فقال في الحاقة : { إنه لقول رسول كريم , وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون } . فالرسول هنا محمد صلى الله عليه وسلم وقال في التكوير : { إنه لقول رسول كريم , ذي قوة عند ذي العرش مكين , مطاع ثم أمين , وما صاحبكم بمجنون , ولقد رآه بالأفق المبين } . فالرسول هنا جبريل فأضافه إلى الرسول من البشر تارة , وإلى الرسول من الملائكة تارة , باسم الرسول , ولم يقل إنه لقول ملك , ولا نبي , لأن لفظ الرسول يبين أنه مبلغ عن غيره , ليس من عنده : { وما على الرسول إلا البلاغ المبين } , فكان قوله : { إنه لقول رسول } بمنزلة قوله : لتبليغ رسول , أو مبلغ من رسول كريم , وليس معناه أنه أنشأه أو أحدثه أو أنشأ شيئا منه أو أحدثه رسول كريم , إذ لو كان منشئا لم يكن رسولا فيما أنشأه وابتدأه , ومعلوم أن الضمير عائد إلى القرآن مطلقا . وأيضا فلو كان أحد الرسولين أنشأ حروفه ونظمه ; امتنع أن يكون الرسول الآخر هو المنشئ المؤلف لها ; فبطل أن تكون إضافته إلى الرسول هنا لأجل إحداث لفظه ونظمه . ولو جاز أن تكون الإضافة هنا لأجل إحداث الرسول له أو لشيء منه لجاز أن نقول إنه قول البشر , وهذا قول الوحيد الذي أصلاه الله سقر . اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني