الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الشعور بالخوف من الجن

السؤال

شكرا على الموقع وجعله الله في ميزان حسناتكم.
شيخي الفاضل أرجوك أن تحل لي مشكلتى وهي الخوف من شيء ألا وهو الجن.
أرجوك يا شيخي مع أن عمري 16 سنة وبحمد الله مقيم لصلاتي، وأؤدي حتى الزكاة، وأصوم كل يوم إثنين وخميس، ولكن يا شيخي في الأيام الأخيرة قررت أن أبدأ قيام الليل، وبدأت مشكلتي بحيث إني عندما أخلو مع نفسي ومع الله بالصلاة والتسبيح أبدأ أخاف من أن شيئا من خلفي، وقد تعبت من كلام بعض الناس عندما يقولون أنت أقوى منهم وهم ضعفاء، حاولت أن أستوعب هذا ولكن بدون جدوى. أرجوكم ساعدوني بكلام أهدئ به نفسي وأخمد نار الخوف. هذا وشكرا وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يشفيك ويحفظك من كل مكروه، ونوصيك بتقوى الله والمحافظة على أداء ما افترض عليك، وبتحقيق عقيدة التوحيد في نفسك فإن المؤمن الموحد معتمد على الله ولا يخاف إلا الله، فالخوف من غير الله مصدره الشيطان ووساوسه... كما قال الله تعالى: إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {آل عمران:175} فإذا أحسست بشيء من الخوف فاذكر اسم الله وردد كلمة التوحيد وقل: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون، وليكن لك وقت مع كتاب الله تعالى تلاوة وتدبرا، ففيه الرحمة والشفاء لما في الصدور، كما نوصيك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء والأدعية المأثورة في الأوقات المختلفة، يقول الله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ {الإسراء:82}، ويقول تعالى: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء {فصلت:44}، ويقول تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ {يونس:57}، ويقول تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.

وأكثر من الدعاء الذي أخرجه الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همي. إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا، فقيل: يا رسول الله ألا نتعلمها؟ فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها.

وحاول أن لا تبيت وحدك بل اختر بعض الأصدقاء المستقيمين على الطاعة المحبين لقيام الليل، وبرمج معهم برنامجا في التعاون على الخير والتواصي به يشمل الاستيقاظ آخر الليل والقيام، ثم إن استمر معك بعد هذا ما تشعر به فلا بأس أن تعرض نفسك على من يوثق بدينه وورعه ممن يعرف بالرقية الشرعية ليرقيك.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني